تداخلت امس الأحداث الأمنية في مدينة الهرمل (البقاع اللبناني الشمالي) بين سقوط صواريخ عليها مصدرها الحدود السورية ما ادى الى وقوع 4 جرحى واضرار مادية، وبين قتل سائق شاحنة من عرسال في المدينة نفسها على يد مسلحين، ولقي الحادثان استنكاراً من المنطقتين، في وقت تواصل نقل الجرحى السوريين عبر عرسال ومن هناك بواسطة الصليب الأحمر اللبناني الى مستشفيات البقاع وعكار. وكان سقوط الصواريخ على الهرمل توقف بعد سقوط مدينة القصير ومحيطها السوري في يد القوات النظامية السورية بالتعاون مع مقاتلي «حزب الله». وفاجأت الصواريخ امس سكان الهرمل الذين كانوا استبعدوا التعرض مجدداً للقصف ففتحت المدارس أبوابها لأول مرة، لكن وقرابة الواحدة والربع بعد الظهر توالى سقوط الصواريخ على وسط المدينة واستهدف احدها محيط مبرة الإمام زين العابدين للأيتام التابعة لجمعية المبرات الخيرية للعلامة محمد حسين فضل الله عند طلعة العاصي القريبة للحدود مع سورية، فحدث ارباك كبير بين الناس الذين تدافعوا لأخذ أولادهم من المبرة. واختفى الناس من الطرق الى داخل المنازل وأغلقت المؤسسات والمحال ابوابها تحسباً للتطورات. وتردد ان الصواريخ انطلقت من جب القاع حيث يمكن للمسلحين من المعارضة السورية التسلل عبر يبرود التي لا تزال تحت سيطرة «الجيش السوري الحر» الى جرود القاع. وذكر ان اهالي المنطقة سمعوا اصوات اطلاق الصواريخ قبل وصولها الى الهرمل. وتسبب سقوط الصواريخ بحريقين في بساتين وسط الهرمل. مقتل عرسالي وارتكبت على طريق عام الهرمل - الشربين (التي تؤدي الى عكار) في الوقت نفسه جريمة بحق سائق شاحنة يدعى علي احمد الحجيري (مواليد 1961 - والدته مريم)، وهو من عرسال، بإطلاق النار عليه وإصابته برصاصة في بطنه خرجت من ظهره. وقال نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي ل «الحياة» ان ثلاث شاحنات كان يقودها سائقون من عرسال ينقلون الحجارة حين اوقفهم مسلحون على طريق الهرمل وأطلقوا النار على الحجيري وسلبوا السائقين الباقيين ما يملكانه وتركوهما بعد مقتل الثالث والذي نقل الى مستشفى العاصي. وفتحت القوى الأمنية تحقيقاً. وتحدث الفليطي عن حال غضب سادت عرسال بعد الحادث، ووصف الوضع بأنه «مكهرب». وأصدر اهالي وفاعليات منطقة الهرمل بياناً استنكروا فيه بدورهم «العمل الإجرامي الذي ادى الى مقتل الحجيري»، مطالبين الأجهزة الأمنية ب «كشف ملابسات الحادث وإنزال اشد العقوبات بالفاعلين». كما استنكر الاعتداء آل جعفر في بيان اصدروه في هذا الخصوص. النزوح والجرحى وزار وفد من «الجماعة الإسلامية» في طرابلس برئاسة الشيخ مصطفى علوش الجرحى القادمين من القصير في مستشفيات طرابلس، وأكد في بيان «أن الجماعة في لبنان ستبقى مع ثورة الشعب السوري حتى تحقيق اهدافها». وجالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان السفيرة انجيلينا ايخهورست، على النازحين السوريين الى قرى شبعا والعرقوب (الجنوب)، وعقدت اجتماعاً في دار بلدية مرجعيون في حضور رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات المنطقة. وأوضحت في تصريح، «انهم في حال صعبة، قدموا الى لبنان في ظل ظروف قاسية ورغماً عنهم، وهمنا ان نساعد لبنان كي يتمكن من مواجهة هذه المسألة، وعلينا جميعاً ان نتحسب لأعداد اضافية نازحة، قد تلجأ الى لبنان في ظل الحرب المتواصلة، وفي الوقت نفسه سياسة النأي بالنفس مهمة جداً للبنان». وفي النبطية، عقد اجتماع في السراي الحكومية لفاعليات المنطقة وشدد المجتمعون على «ضرورة التقيد بأصول الضيافة في حال لم يصدر أي خلل من قبل النازحين السوريين وعدم السماح بالتعرض لهم لتشويه سمعة الجنوبيين لأغراض معروفة وإبلاغ القوى الأمنية بكل ما هو غير اعتيادي، وعدم السماح بفتح مؤسسات اقتصادية وبسطات وأفران وغيرها من دون تراخيص قانونية».