من هي السيدة التي ستتربع على عرش الكرملين؟ سؤال صار الاكثر تردداً في وسائل الاعلام وعلى صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزوجته لودميلا القرار بإنهاء زواج استمر 30 سنة. لم تعد الحياة الخاصة ل «زعيم الأمة» كما يحلو لأنصار بوتين تسميته، من أسرار الدولة بعدما هدم اعلان الطلاق بهذه الطريقة، أسوار الحظر غير المعلن التي فرضت طويلاً على مناقشة ما يجري خلف الأبواب المغلقة في الكرملين، بما في ذلك على صعيد العلاقات النسائية لبوتين. وهكذا اندفع كثيرون لفتح ملفات «عشيقات القيصر» على رغم صدور تأكيد رسمي من الكرملين أن «لا علاقات نسائية للرئيس». و«الجاسوس السوفياتي السابق» الذي أحاطت بشخصيته هالة من الغموض والسرية منذ ظهر فجأة في العام 2000 على عرش روسيا قادماً من دوائر الاستخبارات، وفّر مادة خصبة تلهب مخيلة المراهقات، خصوصاً أن صورته في اذهان كثيرين لم ترتبط فقط بكونه رئيساً حازماً يلوح بالترسانة النووية في وجه الغرب، ويواجه معارضيه في الداخل بقوة. بل لونتها ملامح «الرجل الرياضي القوي لاعب الجودو وسائق سيارات ال «فورمولا وان» الذي يهوى ركوب الخيل أيضاً»، وجاء الحديث عن مغامراته النسائية ليزيد ولع كثيرات في روسيا، شكل بعضهن مجموعات شبابية خصصت نشاطها لرصد كل تفاصيل حياة الزعيم. وعلى مدى سنوات، دارت أحاديث عن علاقات كثيرة اقامها بوتين مع حسناوات قادتهن الأقدار إلى الكرملين. فالجاسوسة الحسناء آنا تشابمان التي أنقذتها الاستخبارات الروسية من السجن في الولاياتالمتحدة عبر صفقة أثارت جدلاً في حينه، دخلت موسوعة «نساء بوتين» مثل عدد من لاعبات الرياضة بمجالاتها المختلفة، والفنانات ونجمات المجتمع. لكن القصة التي لم تهدأ في روسيا منذ ان انطلقت في العام 2008 ارتبطت باسم لاعبة الجمباز إيلينا كابايفا التي اعتبرها كثيرون «عشيقة بوتين الوحيدة والسبب الاساس في هدم حياته الزوجية ووصولها إلى الطلاق». وكانت صحيفة يملكها البليونير الروسي الكسندر ليبيديف نشرت قصة العلاقة بينهما في 2008. وسرعان ما حُجِبت الجريدة. وقيل في حينه ان ليبيديف أغلقها في محاولة لاسترضاء بوتين وتجنب ردّ فعله. ومنذ ذلك الحين، تردد كثير من الإشاعات عن وجود أطفال مشتركين وعن تطور العلاقة بشكل أغضب زوجة الرئيس وجعلها تمتنع عن الظهور العلني ومرافقته في جولاته، ما دفع بوتين في العام 2011 إلى إصدار أول نفي علني للعلاقة، معلناً أنه سيبقى «إلى الأبد» مع زوجته. لكن ذلك الاعلان لم يعش أكثر من سنتين. أما الحسناء التي تحولت سريعاً إلى فتاة غلاف في مجلة «فوغ» الراقية، فشقّت طريقها بسرعة الصاروخ إلى النجومية، وغدت نائباً في البرلمان عن حزب «روسيا الموحدة» الحاكم. كما صنعت مؤسسة «باربي» الشهيرة للدمى نسخة خاصة على هيئة «عشيقة بوتين» دعت إلينا للمشاركة في حفلة خاصة لاطلاقها. ومع تجنب إثارة الموضوع في روسيا طويلاً، عقدت وسائل اعلام غربية مقارنات عدة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي طلّق زوجته ليتزوج من عارضة الازياء كارلا بروني. وبين نفي الكرملين الرسمي والإشاعات الكثيرة حول عمق العلاقة، تساءل البعض بعد طلاق بوتين أخيراً، هل سيكون الرئيس قادراً على تجاوز حاجز الخوف من رد فعل المجتمع الروسي المحافظ وتتويج كابايفا سيدة أولى.