موسكو – «الحياة»، أ ف ب - فيما ينوي رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين العودة للمرة الثالثة الى الكرملين من خلال الانتخابات الرئاسية التي تنظم اليوم، مع ترجيح استطلاعات الرأي حسمه الجولة الأولى من الاقتراع بنسبة تناهز 60 في المئة من عدد الأصوات، يمكن القول إنه يظل زعيماً للأمة ورمزاً لنهضتها، ورجلاً مخلصاً لمبادئ لم يتخلَ عنها أبداً، بينها الاقتصاد في الكلام ومواجهة زواره متحلياً بنظرة ملمة بالأمور مع ابتسامة واثقة خفيفة تخفي ما يبطن. ولا شك في ان بوتين ضابط جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق (كي جي بي) حمل منذ ان وطأت قدماه الكرملين للمرة الأولى رئيساً عام 2000 عادات كثيرة دأب على تطبيقها خلال سنوات خدمته الطويلة في المؤسسة الأمنية. وبعد خروجه من الكرملين عام 2008، احاط نفسه وحياته العائلية بهالة من الغموض، وكأنها «سر من اسرار الدولة»، زادت اعجاب بعض أنصاره به، على رغم انها تعتبر احد عناصر انتقاد خصومه له في الفترة الأخيرة. ولا تظهر لودميلا، زوجة بوتين، علناً الا نادراً، وتتوارى ابنتاه ماريا (26 سنة) وكاترينا (25 سنة) بالكامل عن الانظار، فيما اضطرت صحيفة «موسكوفيسكي كورسبوندنت» الى التوقف عن الصدور لأيام في نيسان (ابريل) 2008، بعدما لمّحت الى احتمال زواج بوتين من بطلة الجمباز الاولمبية الينا كابييفا التي تبلغ نصف عمره. ونفى بوتين حينها هذه الإشاعات، قبل ان تغيب زوجته عن الانظار، وتتجنب مرافقته للإدلاء بصوتها خلال الانتخابات الاشتراعية التي أجريت في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، ولدى حضوره قداس عيد الميلاد في كانون الثاني (يناير). ورداً على سؤال في هذا الشأن، اكد ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين في تشرين الأول (اكتوبر) ضرورة «احترام الخيار الشخصي» لرئيس الوزراء الذي «يتخذ القرارات التي يراها ضرورية». وأوضح غليب بافلوفسكي، المستشار السابق لبوتين ان الأخير «لا يريد التحدث اطلاقاً عن اموره الخاصة، وأبلغ جميع رؤساء تحرير الصحف الروسية بذلك. ولا يجرؤ اي صحافي على مناقشة هذا الموضوع الحساس». وأضاف: «لم يُظهر ابنتيه منذ عشر سنوات لأسباب امنية». وأثير هذا الموضوع «المحرم» خلال تظاهرة حاشدة نظمتها المعارضة في موسكو في شباط (فبراير) الماضي، حين طالب الناقد الموسيقي ارتيمي تروتسكي امام عشرات الآلاف من المحتجين بأن تعرف البلاد معلومات عن اسرة قائدها. وقال منتقداً «سيد الكرملين ذو اللحية الزرقاء» ان «ابنتيه تدرسان منذ تسع سنوات في جامعة سان بطرسبورغ، لكن احداً لم يشاهدهما هناك. اما زوجته فلا تظهر علناً الا نادراً، ما يثير إشاعات عن عيشها في دير تضاف الى اخرى عن وجود صديقات شابات واطفال غير شرعيين». وأضاف: «لا مثيل لهذه الأمور حتى في كوريا الشمالية او افريقيا الوسطى». الإشاعات متعة وترى عالمة الاجتماع اولغا كريشتانوفسكايا، المتخصصة في النخب الروسية، ان مسألة شفافية الحياة الخاصة للزعيم لا تشغل الا «الموالين للغرب الذين يمثلون اقل من 10 في المئة من الشعب». وذكرت بأن الظهور الكبير لرايسا، زوجة ميخائيل غورباتشيف الذي لم يكن يخفي حبه لزوجته الانيقة المثقفة، شكل حدثاً استثنائياً في تاريخ البلاد، وأغضب الكثير من الروس. وأعلنت انه بخلاف الولاياتالمتحدة، حيث كادت علاقة الرئيس بيل كلينتون بالمتدربة السابقة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي تطيح به، «لا يريد اي روسي معرفة الحقيقة، فيما يستمتعون بالإشاعات التي تجعل بوتين ساحر نساء لديه عشيقات شابات وفاتنات وابناء من هذه العلاقات».