أوصى المشاركون في ملتقى «الإعلام الإلكتروني.. التطلعات والتحديات» الذي اختتم فعالياته في الأحساء أمس بإيجاد استراتيجية وطنية لتحقيق الأمن الفكري وحماية المجتمع وتحديد أدوار الجهات ذات العلاقة وتوفير مقاييس دقتها، وأهمية الانعقاد الدوري للملتقى سنوياً مع تطوير مجالاته وتنوع خدماته، وتبني وزارة الثقافة والإعلام له، وتعزيز الشراكة الإعلامية بين مؤسسات الإعلام الرسمية ومؤسسات الإعلام الإلكتروني الأهلية، والعمل على رفع مستوى أداء العاملين في مؤسسات الإعلام الإلكتروني من خلال التدريب والتطوير المباشر والذاتي، وإقامة مراكز للتدريب الإعلامي في المدن الرئيسة في المملكة. وطالب المشاركون بدعم مؤسسات الإعلام الإلكتروني ذات المهنية العالية التنظيمي والمالي لتحقيق أهدافها ومساعدتها في توفير مصادر تمويل لها، وتشجيع الوزارة للصحف الإلكترونية على الاندماج لتكوين مؤسسات إعلامية إلكترونية قادرة على صناعة النجاح، ولقاء دوري لرؤساء تحرير الصحف الإلكترونية المهنية مع وزير الثقافة والإعلام أو من ينوب عنه للتشاور والاطلاع على السياسة الإعلامية أسوة برؤساء تحرير الصحف الورقية، والطلب من الوزارة سرعة إنهاء ملف جمعية الإعلام الإلكتروني، مع ضرورة أن تكون داعمة ومساندة للإعلام الإلكتروني ويشترك في عضويتها المنتمون إلى قنوات الإعلام الإلكتروني، والعمل على ضرورة توسيع دائرة المشاركة في الوفود الرسمية المرافقة لزيارات ولاة الأمر الرسمية الداخلية والخارجية من رؤساء تحرير الصحف الإلكترونية. وأكد رئيس تحرير صحيفة «مكة» الدكتور عثمان الصيني، أن ثورة الاتصالات أصبحت في تسارع مع عولمة الاتصالات ووسائل الإعلام أشبه بسلة تندرج فيها كل المنتجات، مشيراً إلى أن الصحافة الإلكترونية تكون فيها المتابعة لحظية واستحوذت على الجانبين الخبري والتحليلي. وأضاف خلال ملتقى «الإعلام الإلكتروني.. التطلعات والتحديات» في الأحساء، أن الورق أصبح منتجاً للصحف، وبالتالي لا تعيش منفردة عن الآخرين، والمستقبل يبقى للأكثر كفاءة وقدرة على النمو، «علينا ألا نغرق في الأحكام طويلة الأمد». وذكر مدير التدريب في هيئة الإذاعة والتلفزيون ماجد الغامدي، أن عدد المشاهدات لموقع «يوتيوب» منذ إنشائه وصلت إلى 6 بلايين ساعة، «الإعلام الجديد اختصر المسافات، بينما تابع الراديو خلال 38 عاماً نحو 50 مليون متابع». ولفت إلى أن الإنترنت في خمسة أعوام تابعه أكثر من 500 مليون مستخدم، «هناك إحصاء في محور الشباب عن التغريدات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يؤكد أن كل ثانية تحدث 9100 تغريدة». واستعرض رئيس تحرير صحيفة «سبق» علي الحازمي تاريخ الصحافة الإلكترونية في العالم، خصوصاً المملكة بقوله: «الطرح الإلكتروني أصبح على المحك بوضع المتلقي في حال عدم توازن، وبين الانتشار والصدقية خيط رفيع»، مشيراً إلى أن الصحافة الذكية تكون من خلال زيادة الوعي بالمحتوى الإلكتروني. وقدم مؤسس شركة «كومنت» مؤسس لقاء الإعلاميين فهد بن نومة تجربته في راديو «كومنت» من خلال إنشاء منصة إعلامية والاستعانة بالطاقات الشبابية في الانطلاقة والبث المباشر، مؤكداً أن هذه التجربة بصدقيتها جعلت جامعة الملك سعود تتعاون معه لصناعة إعلام إلكتروني بعد تأسيس «كومنت» للمحتوى الرقمي. وأضاف: «الواقع الإلكتروني في السعودية اجتهادات فردية تحتاج إلى دعم، لاسيما أن المعوقات الحكومية قد تعطلها. الجمعية السعودية للإعلام الإلكتروني ليس لها وجود فاعل في الصحافة الإلكترونية وينتظر منها دور أكبر في ذلك». وتساءل الكاتب محمد السحيمي بقوله: «هل لدينا إعلام محترف في الصحف الورقية والإلكترونية؟ نحن إعلام مرتزقة (متعاونون). وعلى رغم أنني لم أدخل في «فيسبوك» و«تويتر»، إلا أنني متعجب من السياسية الإعلامية التي تنتهجها وزارة الإعلام في عدم دعمها لمجالات الإعلام، فالحركة الإعلامية لدينا بطيئة جداً»، مطالباً بإلغاء دور وزارة الإعلام، كون دورها مقتصراً على التعقيد والمراقبة والمنع فقط، وليس التسهيل والتطوير والدعم.