أعلن المشاركون في ملتقى الإعلام الإلكتروني "التطلعات والتحديات" الذي تنظمه صحيفة "موطن الأخبار" "الأحساء أون لاين" سابقاً، وتستضيفه جامعة الملك فيصل نهاية الصحافة الورقية ونعيها وتشييعها لمثواها الأخير، والاحتفال بميلاد الصحافة الإلكترونية. جاء ذلك خلال فعاليات الجلسة الثالثة والرابعة من الملتقى، اليوم الأربعاء، وكان محور الجلسة الثالثة تحت (واقع الإعلام الإلكتروني في المملكة والتحديات التي تواجهه) رأس الجلسة أمين عام الملتقى الدكتور محمد بن سعيد القحطاني، وشارك فيها من صحيفة الجزيرة أون لاين إبراهيم الناشري، ومن قسم الاتصال والإعلام بكلية الآداب جامعة الملك فيصل الدكتور عبد الحليم موسى، ورئيس تحرير صحيفة "موطن الأخبار" الأحساء أون لاين سابقاً، الكاتب فرحان بن فهد العقيل، ومن صحيفة "مال" الإلكترونية مطلق البقمي ومن موقع الرياض نت هاني الغفيلي.
خارج الصحافة الرسمية في بداية الجلسة تحدث إبراهيم الناشري عن تطور الصحافة وحضور الصحف الإلكترونية بشكل جيد لتلبيتها لكثير من الاحتياجات الفعلية للمجتمع نتيجة التطور التقني للهواتف الذكية، وتحدث عن أنواع الصحف وأن الصحافة الإلكترونية ولدت خارج الصحافة الرسمية وأجبرت المؤسسات الرسمية على مواكبتها مع وجود هامش الحرية المسكوت عنه في الصحف الورقية، ثم ذكر أهم التحديات في الإعلام الإلكتروني المتمثلة في ندرة الكوادر المؤهلة وضعف المخرجات أكاديميا مع وجوب الاهتمام بممارسة العمل الإلكتروني وتطويره المستمر في الآليات والأفكار وتلمس احتياجات الجمهور والتأكيد على دور الجهات الرسمية في تقنين العمل الإلكتروني.
نهاية الصحافة الورقية فيما أعلن الدكتور عبد الحليم موسى حلال كلمته نهاية الصحافة الورقية ونعيها وتشييعها لمثواها الأخير والاحتفال بميلاد الصحافة الإلكترونية مستعرضا ما عرضه مارشال عن طريق الاتصال من خلال اختزال العالم وأن العالم دخل في فترة تشويش مؤكداً أن نهاية " النيوز ويك " جاء بسبب تكلفة الطباعة أما عن مستقبل الصحافة الورقية بالسعودية فقد عرض مجموعة من الإحصاءات والرسوم البيانية ليخرج بنتيجة أن 89% من سكان الرياض يطالعون الأخبار من خلال المواقع الإلكترونية ورتب الصحف من حيث توزيعها فجاءت جريدة الجزيرة وعكاظ والرياضية في المراتب الثلاث الأولى وأكد على مقولة اختفاء الصحافة الورقية بالمملكة في عام 2034م.
كثرة المواقع الإلكترونية في حين أبرز فرحان العقيل الجانب المضيء للإعلام الإلكتروني وتحدث عن دور وزارة الإعلام في الحد من كثرة المواقع الإلكترونية بشكل عام وتأخر دور الوزارة في دعم الصحف الإلكترونية وأن الإعلام يحتاج إلى يد جراح ماهر في التشخيص والعلاج وعن تغيير اسم صحيفة "الأحساء أون لاين" ل "موطن الأخبار" ذكر أنها سابقة في الإعلام السعودي وهي ظاهرة إيجابية لتجاوز المناطقية والطائفية مع مطالبة أن تعطى الصحف الإلكترونية الدعم والرعاية الرسمية لمواكبة المرحلة الفكرية والسياسية لوجود إعلام مسؤول.
الإعلام الرقمي بعدها جاء دور مطلق البقمي الذي تحدث عن تطور الصحافة الإلكترونية وإنه ليس هناك صراع بينها وبين الصحافة الورقية ناقلاً عن الفايننشال تايمز " أن الطباعة ستستمر لعشر سنوات مؤكداً أن الإعلام الإلكتروني فُطم قبل أن يشتد عوده وأن هناك ضعفا فيما تقدمه وزارة الإعلام للإعلام الإلكتروني رغم مساندتها للإعلام الورقي والحاجة ليست للدعم المادي ولكن إلى المساعدة للتحول لعمل مؤسسي وأوصى وزارة الإعلام أن تحتضن الإعلام الرقمي من خلال الاتفاق مع شركات الحماية وتقديم مستوى يساعد في الربح.
صراع إعلامي وكان آخر المتحدثين بالجلسة هاني الغفيلي الذي أكد بدوره على عدم وجود صراع بين الإعلام الورقي والإلكتروني وأن التحول طبيعي وليس وسيلة وذلك لارتفاع سعر الورق ل 300 في 100 لكن مما يبقي الصحافة الورقية بالمملكة إعلانات التهاني والتعازي التي تمثل ثروة للصحف الورقية وقد انتقلت سلطة الأخبار من المؤسسات إلى الأفراد وضرب مثلاً بكوريا التي تمرر الأخبار عن طريق برامج الألعاب وأن العصر هو عصر تنظيم المعلومة وليس المعلومية وختم حديثه بقوله أذا أردت أن ترى المستقبل فابتكر.
دور الإعلام في التنمية وتناولت الجلسة الرابعة حول دور الإعلام في التنمية بالمملكة العربية السعودية ورأس الجلسة عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري الذي أكد على أنه جزء من المسؤولية وجود المسؤولين لطرح الإشكالات وحلها وفي الملتقى العديد من المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام والفرصة متاحة للطلاب لعرض ما يخص الإعلام ومشكلاته للرد عليها.
وشارك في الجلسة عضو مجلس الشورى والكاتب حمد القاضي وأستاذ الاتصال والإعلام بكلية الآداب الدكتور محمد الشريف والكاتب المعروف عبدالعزيز القاسم والكاتب محمد السحيمي.
بدأت الجلسة بعرض مشاركة حمد القاضي الذي نادى بعدم الإقصاء وتغليب ثقافة النقاش والحوار ولا يعني أن تكتب برمز أن يتحول النقاش إلى جدال وتمنى في ظل التحديات التي تواجه البلاد أن يكون النقاش هو الوسيلة والمنهج لنشر المحبة والألفة لا لمزيد من الفرقة والشجار واستشهد بتغريدة أحدثت بلبلة وقيام المسؤول بالرد عليها وأن المعول عليه هو المصداقية لأن الكلمة أمانة ومسؤولية والمتضرر هو الوطن أو المواطن فلا نريد المصادرة ويجب أن نجعل وسائل التواصل طريقا لمزيد من السلم الاجتماعي.
إعلام الفرد وفي ورقته أعلن الدكتور محمد الشريف أن هناك إعلام الفرد وصحافة المواطن وهو من تداعيات الإعلام الإلكتروني مؤكداً استشعار القائمين على أهميته ومتناولا استخدامات الشباب السعودي لوسائط الإعلام وانعكاساتها على التماسك الأسري فالمملكة مختلفة في بنيتها التكنولوجية ويجب استغلال طاقة الشباب في تحويلها إلى طاقة إيجابية متسائلا لماذا يستخدم الشباب السعودي الإعلام الإلكتروني ويبحث عن جديد لرصد تأثير وسائل الإعلام على الأسرة وأكد أن العلاقة ذات تاثير سلبي ويجب الحفاظ على المنظومة القيمية وهوية المجتمع السعودي باستعادة الدور الأساسي للأسرة والحوار بين أفرادها.
التنمية مفهوم إسلامي في حين أكد الدكتور عبدالعزيز القاسم أن التنمية مفهوم إسلامي أصيل وأن وظائف الإعلام التنموي هي الرقابة والتعليم وتثقيف المجتمع وتوسيع الآفاق الفكرية مع تمكين اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي من تنمية الحس الوطني وأهمية مواكبة الأفكار لمواجهة الإرهاب والأفكار الضالة وتنمية الحس الديموقراطي وحفظ المال العام، مضيفا أن هامش الحرية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أكثر من أي عهد آخر ولا يجب علينا آن نغرق في جلد الذات وانتقاد المسؤولين وعلينا بنظرية واضحة المعالم في التنمية مع البعد عن البحث عن المصالح الشخصية الضيقة وتأهيل المحررين في صياغة الخبر لأن هناك فرقا بين جلد الذات ونقد الذات.
ثورة الاتصالات وكان آخر المتحدثين بالجلسة الكاتب الساخر محمد السحيمي الذي نفى أن يكون الإعلام الموجود الآن هو الإعلام الحقيقي الذي تربى الجيل السابق عليه، مؤكداً على انتقال ثورة الاتصالات بعد نظام المؤسسات الذي طبقه جميل الحجيلان منذ خمسين عام وذكر أن رئيس التحرير يقوم بدور الرقيب بدلا من وزارة الثقافة وتساءل هل الإعلام يصنع التنمية في عصرا أصبح تويتر يقود المثقفين بعد أن كان المثقفون يقودون المجتمع وأن الوزارة لا تقدم شيئاً للإعلام والإعلام الحالي لم يصنع ولن يؤدي إلى تنمية ما دامت ثقافتنا استهلاكية.
وفي ختام الملتقى أعلن المشاركون عن عدد من التوصيات، وجاءت كالتالي:
- التأكيد على أهمية الانعقاد الدوري للملتقى سنويا مع تطوير مجالاته وتنوع خدماته وتبني وزارة الثقافة والإعلام لهذا الملتقى وإقامته بشكل دوري بين مناطق المملكة المختلفة لمواجهة التحديات والمخاطر الفكرية الضالة.
- أهمية تعزيز الشراكة الإعلامية بين مؤسسات الإعلام الرسمية ومؤسسات الإعلام الإلكتروني الأهلية.
- العمل على رفع مستوى أداء العاملين في مؤسسات الإعلام الإلكتروني من خلال التدريب والتطوير المباشر والذاتي، وإقامة مراكز للتدريب الإعلامي في المدن الرئيسة في المملكة.
- الحاجة إلى وجود إستراتيجية وطنية لتحقيق الأمن الفكري وحماية المجتمع وتحديد أدوار الجهات ذات العلاقة وتوفير مقاييس دقتها.
- حاجة مؤسسات الإعلام الإلكتروني ذات المهنية العالية إلى تقديم الدعم التنظيمي والمالي لتحقيق أهدافها ومساعدتها على توفير مصادر تمويل لها.
- الحاجة إلى تشجيع الوزارة للصحف الإلكترونية للاندماج لتكوين مؤسسات إعلامية إلكترونية قادرة على صناعة النجاح.
- المطالبة بلقاء دوري لرؤساء تحرير الصحف الإلكترونية المهنية مع وزير الثقافة والإعلام أو من ينوب عنه للتشاور والإطلاع على السياسة الإعلامية أسوة برؤساء تحرير الصحف الورقية.
- الطلب من الوزارة سرعة إنهاء ملف جمعية الإعلام الإلكتروني مع ضرورة أن تكون داعمة ومساندة للإعلام الإلكتروني ويشترك في عضويتها المنتمون إلى كافة قنوات الإعلام الإلكتروني.
- العمل على ضرورة توسيع دائرة المشاركة في الوفود الرسمية المرافقة لزيارات ولاة الأمر الرسمية الداخلية والخارجية من رؤساء تحرير الصحف الإلكترونية.