قال رئيس تحرير صحيفة "سبق" علي الحازمي إن "سبق" مدرسة في الصحافة الإلكترونية، بدليل كثرة متابعيها، مؤكداً أن الطرح الإلكتروني أصبح على المحك، بوضع المتلقي في حالة عدم توازن، وبين الانتشار والمصداقية خيط رفيع. جاء ذلك خلال وقائع الجلسة الثانية لملتقى الإعلام الإلكتروني (التطلعات والتحديات)، الذي تنظمه صحيفة "الأحساء أون لاين" الإلكترونية، وتستضيفه جامعة الملك فيصل بالأحساء.
وكانت الجلسة الثانية بقاعة الفارس بكلية إدارة الأعمال بالجامعة، وبحضور مدير الجامعة الدكتور عبد العزيز الساعاتي. ورأس الجلسة الدكتور عبد الرحمن العنقري وكيل الدراسات والتطوير وخدمة المجتمع، الذي رحب بالحضور والمشاركين بالجلسة، وذكر في بداية حديثة أن أبرز معالم التحول هو تخصيص وسائل الإعلام أقساماً وصفحات لتغطية البرامج، وأن الإعلام الجديد جاء مدفوعاً بعوامل ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت والهواتف الذكية.
بعدها انتقل الحديث للمشارك الأول رئيس تحرير جريدة مكةالمكرمة، الدكتور عثمان بن محمود الصيني، الذي ذكر جزءاً من سيرته الذاتية، ثم بدأ في إلقاء ورقته بقوله: "لعل من أفضل الأشياء في هذا الملتقى أنه خلا من المحور التقليدي (مستقبل الصحافة الورقية)، الذي أصبح (أسطوانة مشروخة) بكلام إنشائي، لا يستند إلى بحوث. ومع ثورة الاتصالات أصبح هناك تسارع في عولمة الاتصالات ووسائل الإعلام، أشبه بسلة تندرج فيها كل المنتجات". ثم ذكر مصطلح تراسل الإعلام، بمعنى أنه لا شيء يموت، ولا شيء يعيش، بل الكل يتآزر؛ والدليل على ذلك ما رآه في معرض فرانكفورت.
ثم عرج على الصحافة الإلكترونية، وقال: إن المتابعة فيها لحظية، واستحوذت على الجانب الخبري والتحليلي، بل إن الورق أصبح منتجاً للصحف؛ وبالتالي لا تعيش منفردة عن الآخرين. والمستقبل يبقى للأكثر كفاءة وقدرة على النمو.
وقد رأينا مواقع مثل تويتر وفيسبوك تحرك أحداثاً، كما في إيران ومصر؛ ولذلك علينا ألا نغرق في الأحكام طويلة الأمد.
وكان المتحدث الثاني في الجلسة مدير التدريب بهيئة الإذاعة والتلفزيون ماجد الغامدي، الذي اعتمد في ورقته على الإحصائيات، وذكر أن عدد المشاهدات لموقع اليوتيوب منذ إنشائه وصل إلى ستة مليارات ساعة، وأن الإعلام الجديد اختصر المسافات؛ فبينما تابع الراديو خلال ثمانٍ وثلاثين سنة نحو خمسين مليون متابع نجد أن الإنترنت في خمس سنوات تابعه أكثر من 500 مليون مستخدم، وأن دورنا في السعودية دور مستهلك، ونأمل وجود صناعة للتقنية.
وتحدث عن المحور الثاني، وهو محور اللغة، وأثر التغريدات في نشر اللغة العربية. بعدها تحدث عن المحتوى الذي يرسخ القيم، ثم استخدام الوسيلة الإعلامية والأطفال ودور الإعلام الإلكتروني، ثم ذكر إحصائية في محور الشباب عن تغريدات تويتر بأنه في كل ثانية تحدث 9100 تغريدة، ثم محور المرأة من خلال إحصائيات عن التوعية الصحية، وكان المصدر الأول عبر محرك البحث (جوجل). وفي المحور الأخير تحدث عن المسؤولين، وأكد أن دورهم يجب أن يكون في المبادرة، ثم ختم حديثه بأن الخيال نصف المعرفة.
وانتقل الحديث للمشارك الثالث، رئيس تحرير صحيفة "سبق" علي الحازمي، الذي بدأ حديثه بشكر منظمي الملتقى، وأنه كان حلماً للصحافة الإلكترونية، ثم استعرض تاريخ الصحافة الإلكترونية في العالم والسعودية، حتى وصل لصحيفة "سبق"، مبيناً أن الطرح الإلكتروني أصبح على المحك، بوضع المتلقي في حالة عدم توازن، وأنه بين الانتشار والمصداقية خيط رفيع.
وانتقل لتجربة "سبق"، مشيراً إلى أنها مدرسة في الصحافة الإلكترونية؛ ويدل على ذلك كثرة متابعيها، وأن الصحافة الذكية تكون من خلال زيادة الوعي بالمحتوى الإلكتروني، ثم ذكر توصياته المتمثلة في: دعم وسائل الإعلام بالكوادر المهنية، العمل على وضع برامج تأهيلية لهذه الكوادر، الاهتمام بالبحث العلمي وكليات وأقسام الإعلام، ضرورة وجود معايير قانونية لحماية الملكية الفكرية وكذلك توفير البنية التحتية للوصول لشبكة الإنترنت.
وكان ختام الجلسة مع مؤسس شركة كومنت ومؤسس لقاء الإعلاميين فهد بن نومة، الذي شكر القائمين على الملتقى وصحيفة "الأحساء أون لاين" سابقاً "موطن الأخبار" حالياً، بعدها تحدث عن تجربته في راديو كومنت من خلال إنشاء منصة إعلامية، والاستعانة بالطاقات الشبابية في الانطلاقة والبث المباشر، وأن هذه التجربة بمصداقيتها جعلت جامعة الملك سعود تتعاون معه لصناعة إعلام إلكتروني بعد تأسيس كومنت للمحتوى الرقمي.
واستطرد بأن الواقع الإلكتروني في السعودية اجتهادات فردية؛ تحتاج إلى دعم، وأن المعوقات الحكومية قد تعطلها؛ لذلك يتمنى أن تظل بعيداً عن الجهات الحكومية، خاصة أن الجمعية السعودية للإعلام الإلكتروني ليس لها وجود فاعل في الصحافة الإلكترونية، ويُنتَظَر منها دورٌ أكبر في ذلك، ثم قام بعمل عرض لتجربة كومنت ونجاحها وخططها المستقبلية. بعد ذلك تداخل الحضور، وقام المشاركون بالرد عليهم.