نشّطت موسكو تحركاتها الديبلوماسية لضمان موافقة دولية على نشر قوات روسية على خط وقف اطلاق النار في الجولان. وبذلت الديبلوماسية الروسية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جهوداً لتذليل عقبة رفض الاممالمتحدة للفكرة التي وصفها سياسيون روس بأنها ستشكل «عودة استراتيجية لروسيا إلى الشرق الأوسط كقوة عظمى». ولم يوقف الحراك الروسي، أعلان الاممالمتحدة أن مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين لارسال قوات روسية إلى المنطقة «غير قابلة للتحقيق بسبب وجود فقرة في اتفاق وقف اطلاق النار ينص على عدم احلال قوات تابعة للدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن». وعلى رغم أن محللين روساً اعتبروا طرح الفكرة بهذا الشكل «مجرد مناورة سياسية تهدف إلى تعزيز مواقف روسيا في الحوار مع الغرب» خصوصاً خلال لقاء بوتين مع نظيره الاميركي باراك اوباما في 17 من الشهر الجاري. لكن النشاط الروسي في هذا الاتجاه تسارع بعد اتصال هاتفي اجراه وزير الخارجية سيرغي لافروف مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. تلته محادثات هاتفية اجراها بوتين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قال الكرملين انها ناقشت الملف السوري والوضع في الجولان. وأوعزت موسكو الى مندوبها في مجلس الامن فيتالي تشوركين بالتحرك أيضاً، وأجرى الاخير ليل الجمعة – السبت محادثات مع مسؤولين في الاممالمتحدة قال بعدها انه يجب الانتظار «ما سيكون رد فعل البلدين المعنيين، اي سورية واسرائيل». وأوضح المندوب الروسي موقف موسكو حيال تحفظ الاممالمتحدة قائلاً: «نحن نعتقد بأن الزمن تغير، حيث كانت الاتفاقية موقعة قبل 39 سنة في عهد الحرب الباردة، والآن هناك سياق آخر تماماً». وأضاف ان ثمة حاجة ملحة الى البعثة الاممية في الجولان، وان روسيا تقترح انقاذها. إلى ذلك، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أن نشر قوات روسية لحفظ السلام في مرتفعات الجولان سيعني، في حال تم، عودة استراتيجية لروسيا إلى الشرق الأوسط. وكتب بوشكوف «ظهور قواتنا لحفظ السلام في مرتفعات الجولان سيعني عودة استراتيجية لروسيا إلى الشرق الأوسط كدولة عظمى». وسارعت وزارة الدفاع الروسية إلى تأكيد استعدادها لتخصيص الوحدات العسكرية اللازمة لتنفيذ المهمة في الجولان اذا تلقت أمراً من القائد العام للقوات المسلحة أي من الرئيس الروسي. في هذه الاثناء بدأت تظهر ملامح مرونة في الموقف الدولي حيال الاقتراح الروسي وأعلن رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي مندوب بريطانيا الدائم لدى الأممالمتحدة مارك ليال غرانت أن المنظمة الدولية ستنظر في اقتراح موسكو لنشر قوات روسية لحفظ السلام في الجولان بعد انسحاب النمسويين من قوام البعثة الأممية هناك. وقال غرانت إن «إدارة شؤون عمليات السلام ستنظر في هذا الاقتراح وفي غيره من المقترحات»، موضحاً في الوقت ذاته أن تنفيذ مبادرة روسيا غير ممكن ما دامت اتفاقية وقف اطلاق النار بين سورية واسرائيل قائمة. وأضاف ان نشر قوات روسية في الجولان نظرياً ممكن، شرط موافقة طرفي النزاع اي سورية واسرائيل، وأن تقوم الأمانة العامة للأمم المتحدة «بإنجاز عمل كبير... لا اعتقد أنها عملية بسيطة وسريعة».