في كتابه «النخبة والثورة: الدولة والإسلام السياسي والقومية الليبرالية» (مكتبة الأسرة- القاهرة)، يُقدّم نبيل عبدالفتاح صورة شاملة عن الصراع الذي يدور حول روح الأمة وطبيعة الدولة/ الأمة الحديثة والمعاصرة، والتقاليد السياسية والدستورية، بل ونمط الحياة الحديث والمعاصر على الصعد الاجتماعية والثقافية وأنظمة القيم. إنّه الصراع بين تصورات وضعية عن الإسلام السياسي والدولة، والقومية والليبرالية في مرحلة تاريخية يبدو العالم المعولم وما بعد الحديث، في حالات من التغيرات السريعة والمتلاحقة والتي تفكك بعض المنظومات السائدة وتقوض رؤى ولغة واصطلاحات، وتبني مفاهيم ولغة ما بعدية... ما بعد الحداثة، ما بعد الثورة الصناعية الثالثة، ما بعد الدولة القومية. الكتاب عبارة عن سردية بحثية موازية أو مواكبة لسردية الانتفاضة أو «الثورة» ومروياتها وفلكلورياتها وبعض أساطيرها التي ربما لم تكتمل معالمها وأسرارها وأطرافها كاملة. ويقول عبدالفتاح في كتابه (454 صفحة) إنّ لغة هذا الكتاب موسومة بالاصطلاحي والبحثي واليومي والعابر، لكنها حافظت على الحد الأدنى من المقاربة المنهجية التي يتداخل فيها التاريخي والسياسي والاجتماعي والرمزي واللحظي.