التقت «الحياة» المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان الدكتور باباتوندي أوشيتيمن، وكان الحوار الآتي: ما الجديد على أجندة صندوق الأممالمتحدة للسكان؟ - نحن نستعد لانعقاد المؤتمر الإقليمي الدولي للسكان والتنمية في القاهرة في حزيران (يونيو) الجاري، ونتمنى أن يكون ذلك فرصة لدراسة مراجعات الدول المختلفة وما أنجزته وما أخفقت فيه. وماذا عن السياسات الجديدة؟ - أعلنا أخيراً شراكة مع «المؤسسة الدولية للأبوة المخططة» (آي بي بي إف) المعنية بتنظيم الأسرة. ونحن مهتمون جداً بهذه الشراكة، خصوصاً في الدول التي تمر بمراحل انتقالية. ولدينا كذلك برنامج خاص بالشباب والفتيات، والتأكد من حصولهم على الخدمات المعلوماتية في هذا الشأن. في بعض الدول العربية التي تمر بمراحل انتقالية، مثل مصر، تتعرض المعلومات الشحيحة التي كانت متاحة حول أمور الصحة الإنجابية للمحاربة من جانب الأنظمة السياسية الجديدة، فما دوركم؟ - في المواقف المثالية، يجب أن يحصل كل شاب وشابة على تعليم ومعلومات كافية حول الصحة الإنجابية (الجنسية). هذه المعلومات تتيح لهما القدرة والمعرفة على تجنب المواقف الصعبة والمشكلات المختلفة التي يسهل الوقوع فيها في حال لم تتوافر المعلومات الكافية والصحيحة. ونحن نستكمل عملنا مع الحكومات بتقديم المشورة والدعم التقني، لكن تفعيل الحكومات لما نفعله ليس مسؤوليتنا، فنحن نقف على الحياد. ولكن مع صعود نوعيات جديدة من الحكومات في المنطقة، هل تفكرون في تقديم الدعم والمشورة للحكومات، أولاً، التي يبدو أنها تحتاجها؟ - حين نتحدث عن الدعم نعني أن لدينا الأدلة اللازمة على أن توفير أدوات الصحة الإنجابية من معلومات وتقنيات يعني مشكلات أقل، لكننا لن نجبر الحكومات على عمل شيء. يبدو أن المشكلات المتعلقة بالصحة الإنجابية لجهة عدم توافر المعلومات والأدوات تتركز في الدول النامية وليس المتقدمة؟ - العالم كله على دراية بأهمية الصحة الإنجابية. وعلينا أن نكون حريصين حين نقترب من التنميط، فهناك دول مثل سريلانكا وكوبا أبلت بلاء حسناً في ما يختص بصحة الأم ورعايتها أكثر من دول متقدمة عدة. هل ينعكس وجود عدد أكبر من النساء في الحكومات والبرلمانات إيجاباً على قضايا المرأة من صحة وتعليم وتمكين وغيرها؟ - بالطبع، إذ يؤدي وجود عدد أكبر من النساء في مواقع اتخاذ القرار إلى أن تكون النساء ضالعات دائماً في السياسة. فلماذا تقرر مجموعة من الرجال في الفاتيكان أو الولاياتالمتحدة الأميركية أن النساء لن يحصلن على وسائل لتنظيم أسرهن؟ إنها سياسات تعتمد على السيطرة والجندر والاقتصاد. لماذا يقال إن الاستثمار في النساء والفتيات أمر مربح اقتصادياً؟ - الاستثمار في النساء والفتيات أفضل استراتيجية ممكنة لرفعة الأمم. فإذا استُثمرت قدرة الإنسان على التقدم والمشاركة والتطور في الفتاة، وأرسلتها إلى المدرسة لتلقي العلم، فإنها تكون مزودة بالقوة والمعرفة الكافيتين لتتخذ القرارات الصائبة. وبالتالي، حين تمتلك الفتاة المعلومات الصحية، سيمكنها ذلك من حماية نفسها من الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة، وستكون لديها حرية اختيار زوجها وتوقيت الزواج والإنجاب في شكل يؤثر على حياتها إيجاباً. هل العالم اليوم مكان أفضل للنساء عما كان عليه قبل عقد من الزمان؟ - بعض الأماكن بات أفضل، وغيرها مكانك راوح، والبعض الآخر تراجع، وهذه طبيعة الحياة.