أفضل خدمة لإيران أن يحشر الشيعة جميعاً في حضنها ليتحولوا إلى أدوات إما بسبب الخوف أو الرجاء، وأفضل خدمة لحزب نصرالله التأكيد المباشر أو غير المباشر أنه ممثل للشيعة. ذكرت في مقالة «سيد المتاجرة» بعد خطبة حسن نصرالله الدموية التي أعلن فيها الحرب الطائفية، وهو أمين الحزب السياسي العسكري الشريك في إدارة الدولة اللبنانية، ذكرت وحذّرت من الوقوع في الفخ، في أن يحسب حسن نصرالله وحزبه متحدثاً باسم الشيعة. أسفت حقاً أن تقع شخصية في قامة وعلم الشيخ القرضاوي في مثل هذا الفخ، إذ ذكر في خطبته المبثوثة من الدوحة «أن الشيعة يعدون العدة وينفقون المال من أجل تنفيذ مجازر في سورية للفتك بأهل السنة»، ولو قال فضيلة الشيخ القرضاوي، حزب الله اللبناني وإيران وأدواتها السياسية في العراق يعدون العدة مستغلين العاطفة الدينية لدى الشيعة...، لكان أكثر دقة، ولابتعد عن ظلم آخرين لا يرون ما تراه إيران ولا يتحركون بضغطة زر من إصبع المرشد الأعلى، ويتجاوز الضرر إلى احتمال دفعهم دفعاً لأحضان طهران، حسن نصرالله ليس سوى أداة من أدواتها، ينطق باسمها ويهدي «انتصاراته» لها على جثث اللبنانيين. وانظر إلى أمين حزب الله السابق السيد صبحي الطفيلي وماذا قال في رد شجاع على تدخل قوات حزب السيد حسن في سورية ومشاركتها في قتل السوريين. وأزعم أن أمثال الطفيلي كثر فلماذا نخسرهم ونقدمهم هدية لإيران من دون جناية واضحة. والأصل أن الشيعة العرب في الدول العربية مواطنون لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها، الفيصل هنا، وبالنسبة إلى الإخوة الذين سيتحججون بالتقية، فالفرد يتهم ويجرم على عمل لا على ما يخمن أنه يجيش في صدره. ومثلما استدرك الشيخ القرضاوي خطأ آخر وقع فيه يتعلق بنظرته للحزب، من المهم ألا نقع في أخطاء أكثر فداحة. كانت إسرائيل باحتلالها وتسلطها مدعاة لتوحد العرب والمسلمين وإن كان ذلك في حدوده الدنيا، فجاءت إيران لتقوم بالتفتيت، يقودها هوس الهيمنة السياسية وتصدير الثورة بامتطاء صهوة الطائفية، والقوى الكبرى ليست بعيدة عن كل هذا. www.asuwayed.com