شدد مشاركون من ذوي الإعاقة خلال المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل في ختام أيامه في الرياض أمس، على ضرورة إنشاء هيئة عليا لذوي الإعاقة تهتم بحقوقهم، في ظل إخفاق المنظمات الحقوقية بنيلهم لحقوقهم، ابتداء من المساجد والأماكن العامة والأجهزة الحكومية. ودعا المشاركون إلى ظهور ذوي الإعاقة في وسائل الإعلام، وحثهم على المطالبة بحقوقهم، والدفاع عنها بعيداً عن آليات العطف والمنة، وإنشاء قناة تلفزيونية غير ربحية خاصة بذوي الإعاقة. وأكد سالم الشامان وهو من ذوي الإعاقة، أن المعوقين في السعودية لن ينالوا حقوقهم كاملة إلا بإنشاء هيئة عليا لذوي الإعاقة تهتم بحقوقهم المهدورة ابتداء من المساجد، لاسيما وأنهم محرمون من صلاة الجماعة بسبب عائق السلالم في ظل عدم توفير ممرات خاصة لعربات ذوي الإعاقة. وذكر الشامان الذي تعرض لحادثة سير قبل 12 عاماً، أن بعض الجهات تنظر لذوي الإعاقة على أنهم محتاجون مالياً، مشيراً إلى أن ذوي الإعاقة وصل عددهم في السعودية بحسب إحصاءات وزارة الصحة إلى 1.7 مليون شخص من ذوي الإعاقة. من جهته، أفاد أحد ذوي الاحتياجات الخاصة عليان المنصور الذي تعرض لحادثة سير منذ 15 عاماً، بأن حقوق ذوي الإعاقة شهدت في الأعوام الثلاثة الماضية تحسناً، وبدأت الوسائل الإعلامية في التطرق إليها، إلا أنه لا بد على الجهات الحكومية من تثقيف المجتمع بحقوق ذوي الإعاقة. وقال إن المجتمع ينظر إلى المعوق إما أنه منطو على نفسه ويتعامل معه بعطف مفرط، أو أنه بطل «إسبيدرمان» الذي حصل على وظيفة، مشدداً على أن ذوي الإعاقة إن نجح في تقديم نفسه في مجتمعه فلن يكون من غير معاناة. وأفاد رئيس الجمعية التونسية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور عماد الدين شاكر في ورقة عمل قدمها بعنوان «دور الإعلام في النهوض بالأشخاص ذوي الإعاقة عبر تأمين مشاركتهم ومساهماتهم في وسائل الإعلام بكل أنواعها»، بأنه على ذوي الإعاقة المطالبة بحقوقهم التي ناضلوا من أجلها عبر وسائل الإعلام، فيما رأى ضرورة انطلاق خطة إعلامية توعوية تستهدف الجمهور وتثقيفهم بحقوق ذوي الإعاقة على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإنترنت، لما لها من دور في توجيه الرأي العام والتأثير فيه. بينما أشار الأستاذ الفخري لأبحاث الصحة الدكتور ستيفن شرودر في الجلسة العمل بعنوان «الوقاية المبكرة من اضطرابات السلوك الشديدة بين الرضع والأطفال الصغار المعرضين لخطر التوحد وإعاقات النمو»، إلى أن البحوث قبل أعوام التسعينات الميلادية من القرن الماضي، الخاصة بالكشف المبكر والوقاية من اضطرابات السلوك الشديدة، مثل العدائية وإيذاء النفس والسلوك النمطي بين الأطفال الصغار ذوي الإعاقات الفكرية والنمائية تتم في الغالب على الأطفال الذين عمرهم ثلاثة أعوام أو أكثر. وأفاد بأن المزيد من البحوث الحديثة تشير إلى أن علامات اضطرابات السلوك الشديدة قد تحدث في وقت مبكر، في عمر ستة أشهر لبعض الرضع. وأوصت مساعدة في قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ماكغيل الدكتورة ميادة الصباغ في ورقتها العلمية بالكشف المبكر عن التوحد بتنفيذ برامج الفحص المبكر القائمة على الأدلة، مع إيلاء اهتمام كبير لكيفية القيام بعملية المسح والتصوير من أجل دعم البيئة، إضافة إلى دعم نمو الدماغ. التوصية باستحداث هيئة وطنية لذوي الإعاقة أوصى المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل في ختام أعماله في الرياض أمس باستحداث هيئة وطنية عامة مستقلة تعنى برسم السياسة العامة في مجال الإعاقة، وتتابع البرامج والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية. وطالبت التوصيات التي صدرت في ختام أعمال المؤتمر مساء أمس (الثلثاء) الذي نظمه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، بتنظيم العمل التطوعي بما يضمن الارتقاء بمستوى الخدمات والبرامج المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير صيغ الكتب الإلكترونية لتسهيل الحصول على المعلومات المعرفية للأشخاص ذوي الإعاقة. وفي مجال البحث العلمي، شدد المؤتمر على ضرورة متابعة أهم المستجدات في مجال البحث العلمي والعمل على تحويلها إلى برامج عمل تطبيقية ترتقي بنوعية الحياة لدى الأشخاص ذوي الإعاقة، وتخصيص موازنة لأبحاث الإعاقة ضمن الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار. وشدد على أهمية الاستمرار في إجراء البحوث الجينية والخلايا الجذعية الإبداعية كوسيلة للوقاية من الإعاقة أو التخفيف من آثارها السلبية وفق الضوابط الشرعية والأخلاقية، وأكد أهمية التعاون وعقد شراكات بين المراكز المحلية والإقليمية والدولية المتخصصة والاستفادة منها في مجال الكشف والوقاية والعلاج من الأمراض الوراثية.