بحث المؤتمر الدولي للإعاقة والتأهيل، آلية علاج السلوك العصبي لذوي الإعاقة والتوحد عند الأطفال. وفي جلسة بعنوان «الوقاية المبكرة من اضطرابات السلوك الشديدة بين الرضع والأطفال الصغار المعرضين لخطر التوحد وإعاقات النمو»، قال الدكتور ستيفن شرودر الأستاذ الفخري لأبحاث الصحة العالمية في اضطرابات نمو الأعصاب في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية «إن البحوث الحديثة تشير إلى أن علامات اضطرابات السلوك الشديدة قد تحدث في وقت مبكر في عمر ستة أشهر في بعض الرضع». وفي دراسة أخرى بعنوان «عرض تحليل السلوك .. التدخل المُبكّر .. التركيب الوراثي والتطور الدماغي والسلوكي»، شرح الدكتور ترافس تومسون الأسباب العامّة للتوحّد. أما الدكتورة مارغاريتا دي بولا، فتناولت في ورقتها «العلاقة بين التعليم عن طريق الملاحظة وبُنيات الدماغ عند الأطفال المُصابين باضطراب التوحد». وتناولت الدكتورة ميادة الصباغ أستاذ مساعد في قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ماكغيل، في ورقتها العلمية الكشف المبكر عن التوحد، وقالت «إنه مجال بحثي سريع التطور يقع بين اثنين من المجالات الرئيسية هما مرحلة الطفولة والتوحد». وأكدت جلسات المؤتمر على أهمية التوعية بقضايا ذوي الإعاقة، وفي جلسة عن التوعية، طرحت الدكتورة سهير عبدالفتاح المقرر العام للمشروعات في المجلس العربي للطفولة والتنمية ورقة عمل أوضحت فيها أن المجلس ركز في أنشطته الداعمة لحقوق الطفل على مجالات التنمية الشاملة للطفل معرفياً ووجدانياً وبدنياً وترفيهياً وثقافياً. وفي جلسة أخرى عن التوعية عرضت الدكتورة سميرة عبدالوهاب مستشارة وزارة التربية الكويتية، ورقة عن احتياجات أسر المعوقين لأنماط الدعم المختلفة، استعرضت فيها عدة عوامل تؤثر على استجابة الأسرة لإعاقة الطفل، منها دعم أسر ذوي الإعاقة، وأوصت الاختصاصيين بتفهم ومعرفة ثقافة وبيئة الوالدين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ومعرفة المشكلات التي يعاني منها الوالدان كالمواصلات وقلة المعرفة والخبرة باحتياجات طفل ذي الإعاقة، ومراعاة المواعيد والأوقات المناسبة لظروف الوالدين، والتواصل المستمر مع آباء ذوي الإعاقة ومتابعة أية تطورات أو مستجدات لأطفالهم. من جانبها أكدت الدكتورة فوزية أخضر مدير عام التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم سابقاً، أنه ليس من السهل تحديد نسبة حدوث الإعاقة في مرحلة ما قبل المدرسة، وقالت «هناك مصادر تقدرها بنسبة 3 في المائة، بينما تقدرها مصادر أخرى بنسبة 15 في المائة، كما أنه يوجد شبه اتفاق على أن 10 في المائة من الأطفال في سن ما قبل المدرسة في أي مجتمع لديهم إعاقة أو إنهم في وضع غير مطمئن». وبينت أن التدخل المبكر وجد من أجل رعاية الأطفال من سن الشهر إلى الست سنوات للأطفال الذين لديهم احتياجات خاصة أو ممن هم في مرحلة الخطر أو حتى العاديين. كما ناقش المؤتمر إعادة التأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أوراق العمل التي تمت مناقشتها، ورقة قدمها الدكتور برهان دحار رئيس قسم صناعة الأطراف والجبائر بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بعنوان «تحويل عملية بتر الفخذ إلى عملية بتر فوق الركبة والتدبير العلاجي للأطراف الاصطناعية». وقال «أجريت حتى الآن ست عمليات بتر في مستشفى الملك فيصل التخصصي لمرضى بين سن 16 و23 عاما منها حالتان لمرضى خارجيين، وكانت النتائج شفاء جميع المرضى بشكل طبيعي، كما استطاعوا جميعاً المشي مع الطرف الاصطناعي دون أي ألم». وفي ورقة ثالثة بعنوان «تطبيقات التصنيف الدولي لتأدية الوظائف في إعادة التأهيل»، عرّف الدكتور زياد الحوامدة الأستاذ في الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل بكلية الطب بالجامعة الأردنية ومستشفى الجامعة الأردنية، التصنيف الدولي لتأدية الوظائف بأنه تصنيف شامل ومفصل لتجربة شخص ما من حيث الصحة والإعاقة. وقدم فريق عمل أردني ورقة بعنوان «متابعة طويلة الأمد واستخلاص نتائج معالجة المصابين بقطع كامل للحبل الشوكي بحقن الخلايا الجذعية». وكشف عضو مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الدكتور زايد الزايد خلال المؤتمر أن عدد المعوقين الذين تشرف على علاجهم الجمعية أكثر من ثلاثة آلاف طفل من ذوي الإعاقة، وتستقبل 500 طفل مصاب بالإعاقة سنويا، فيما تمكنت من دمج 2000 طفل من ذوي الإعاقة في مدارس التعليم العام. وأكد زايد الزايد في ورشة عمل بعنوان تجربة جمعية الأطفال المعوقين أن 50 في المئة من أطفال ذوي الإعاقة يعانون من الشلل الرباعي ومعظمهم متواجدون في الرياض. من جهتها استعرضت عضو الجمعية الدكتورة مروي عبدالرازق حالات لذوي الإعاقة والتي اعتبرها المختصون حالات صعبة ومعقدة، وكان من أبرز الحالات حالة الطفل سطام العنزي الذي ولد في الشهر السابع وظل في غرفة العناية الفائقة 57 يوماً وكان يعاني من إعاقة في الأطراف السفلية، وبعد تلقيه العلاج والرعاية الكافية تحسنت حالته ويعيش حياته الطبيعية.