شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس الماضية ظهور بكتيريا «كلبسيلا» في عدد من الدول، وكان أكبرها الذي شهدته المستشفيات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأدى إلى وفيات كبيرة، أما آخر ظهور للبكتيريا فكان في نهاية العام الماضي في مستشفى السليمانية أكبر مستشفيات البحرين، وعلى إثره قامت وزارة الصحة باتخاذ إجراءات احترازية عدة بعد تفشي المرض بين الأطفال. وتعرف بكتيريا «كلبسيلا» باسم (klebsiella pneumonia) وهى مقاومة لجميع أنواع المضادات، وبحسب بعض المراجع العلمية، يوجد في جسم الإنسان أجناس متعددة من البكتيريا تعيش بشكل طبيعي في البيئة وفي الأنسجة المخاطية للثدييات وأحد هذه الأجناس هو بكتيريا الكلبسيلا «Klebsiella» والتي تعيش في الأمعاء الغليظة للإنسان، وبالتحديد في منطقة القولون. ولا يحدث التأثير المرضي لهذه البكتيريا إلا عند خروجها من منطقة القولون فتسبب التهابات خطيرة في مناطق متعددة من الجسم تؤدي إلى الوفاة. واحتمال الإصابة مرتفع لدى الأشخاص الذين تكون لديهم المناعة ضعيفة مثل الأطفال أو كبار السن أو المدمنين على الكحول وكذلك مرضى السكري والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي. وتحدث الإصابة عادة أثناء وجود المريض في المستشفى للعلاج من مرض آخر. و«كلبسيلا» بكتيريا عصوية الشكل وهي لا تتحرك وتأثيرها المرضي سببه إفرازها لمادة سمية لا تتأثر بالحرارة، كما أنها سلبية الصباغ. وهناك حوالي سبعة أنواع من بكتيريا «كلبسيلا» الشائعة منها ما يسبب التهابات حادة في الجهاز التنفسي، وتتميز هذه الالتهابات بأنها تحدث بشكل سريع وتترك تلفاً كبيراً في أنسجة الرئة، وبمعدل وفاة عال يصل الى 30- 40 في المئة. ومن الأعراض التي تظهر على المصابين بهذا النوع من الجرثومة ارتفاع في درجة الحرارة، قشعريرة، نزيف، سعال، خروج مخاط لزج مصحوب بدم يعرف ب «المخاط الهلامي». وهناك التهابات أخرى قد تحدثها هذه الجراثيم في الإنسان مثل: التهاب القصبة الهوائية، والتهاب المسالك البولية، وتجرثم الدم «Bacteremia»، والتهاب السحايا، والتهاب المرارة. والمعروف أن هذه الجراثيم تتطور بشكل سريع مقاومة للمضادات الحيوية حتى خلال فترة العلاج.