يبدو أن دور الفتى المصري الذي يهاجر للغرب في أفلام الثمانينات ويعمل في غسل الأطباق وتنظيف دورات المياه ويعود رجل أعمال هو ما تريده وزارة التعليم العالي لمرافقي المبتعثين، إذ صدر قبل عام أمر صريح بزيادة مالية لمرافقي المبتعثين ومعظمهم محارم غلابا ولكن لم يحصل شيء لهم، فتجدهم «يتحلطمون» في «تويتر» و«فيسبوك» ولا أحد يشفي أوجاعهم، والحياة في الغرب مادية بحتة ليس فيها مزاح أو فاعلو خير يهبونهم الطعام والماء مجاناً، أو يمنحون المال لمتسول أمام مسجد. ولأن الحياة هناك قاسية فمرافق المبتعث أو المبتعثة محرم بائس يأكله الفراغ، ومكافأة المبتعث هي سقف كفاية لسد الكفاف، ما يجعل أصحاب الهمم من المحارم يفعلون برنامج نطاقات التابع لوزارة العمل في بلاد الفرنجة نعم في بلاد الفرنجة، وذلك بالعمل نادلاً في مطعم يقدم اللحم المقدد من الخنزير والعياذ بالله، أو منظف دورات مياه بفندق مشبوه، كل ذلك ليس ليعود ثرياً ونجماً مثل أحمد زكي في فيلم «النمر الأسود»، وإنما ليقتات طوال إقامته هناك، ولا يضطر للسلف أو التسول في بلدان المتسول فيها يضع علبة معدنية لتقبل الإحسان في مقابل عزفه على كمنجة! يجب بصدق وسريعاً النظر في أحوال هؤلاء الذين يغتربون لأجل غيرهم ويكونون على موعد مع المجهول، الذين يتلظون بصمت من وجع الفراغ والحاجة. يجب درس وضع مرافق المبتعث قبل الموافقة على سفره، ماذا سيفعل سنوات عدة مرافقاً فقط؟ وهل من الحكمة أن يقضي سنين عدداً ينشئ هاشتاقات ب«تويتر» ويصرخ فيها فقط وهو القانع المعتر في بلاد الله فقد حقيقة الشبع واقترب من نار الجوع؟! ثم السؤال الأهم هل وزارة التعليم العالي سورها عالٍ لا أحد يعرف ماذا يجري داخلها؟! إذا كان هناك بالفعل قرار بزيادة مكافأة النمر الأسود عفواً مرافق المبتعث، فلماذا هو معطل؟ ومن المسؤول الحقيقي عن ذلك ويا ليل ما أطولك! [email protected] abdullah1418@