قال تركي الظفيري المذيع في قناة المجد المبتعث بكندا عبر برنامج "يوم جديد" على قناة المجد: إن وضع شبابنا المبتعثين مأساوي.. حيث أنني أحيانًا لا أسلم على بعض الشباب في قاعة المحاضرات ظنا مني أنهم غير مسلمين.. للبس أحدهم السلاسل والأساور.. ثم أفاجأ أنهم عرب بل وأيضا وسعوديون، ونفى أن يكون للملحقيات الثقافية ووزارة التعليم العالي أي دور مع المبتعثين من حيث المتابعة والتوجيه وإصلاح الوضع الديني والأخلاقي. وتناول الظفيري معاناة المبتعثات مع محارمهن، حيث تذهب إحداهن مع محرم لها مراهق، تعاني منه ومن تصرفاته لكنها تصبر عليه مخافة عودته للمملكة ومن ثم عودتها هي أيضا، أو كالتي تذهب مع والدها في بداية الأمر ثم بعد أسبوع أو أكثر يتركها عائدا للمملكة، وفضل الظفيري في هذه الحالات أن يكون المحرم هو الزوج. ثم تطرق الظفيري إلى قصة أحد المبتعثين حيث تعرف على عراقي نصراني أثر عليه وشككه في الدين والحقائق، يقول الظفيري قابلني هذا الشاب وقال لي: الآن إن لم تقنعني بديني سأذهب وأتنصر، مؤكدا تنصر 4 مبتعثين العام الماضي. نصلي الجمعة في مرقص!! ووفقا لموقع تواصل قال الظفيري: اتصلتُ بأحد المبتعثين، وسألتُه عن مقر المسجد الذي يصلون فيه الجمعة في منطقة (الداون تاون) في فانكوفر، فقال لي : تقاطع شارع كذا مع كذا، رقم كذا، ثم استدرك مع تنهيدة تخرج من فؤاده: " ترانا نصلي في مرقص"، أصابتني صعقة كهرباء جرت في كل شعرة من رأسي.. "في مرقص"!!، رد علي "نعم للأسف، لأننا لم نجد قاعة مناسبة تستوعب عدد المصلين إلا في هذه القاعة التي تستخدم للرقص، واستأجرناها ليوم الجمعة من الساعة الثانية عشرة إلى الثانية ظهراً". وطالب الظفيري من الملحقية الثقافية في كندا مخاطبة الجمعيات الخيرية في المملكة مثل (مؤسسة الإعمار الخيرية، أو الندوة العالمية، أو رابطة العالم الإسلامي) في تبني مشروع مركز إسلامي في قلب فانكوفر، يحوي مسجداً، ومكتبة، ومرافق أخرى، مما سيسد حاجة ماسة للمسلمين هنا، ويضيف منارة أخرى من منارات عطاءات المملكة في مشارق الأرض ومغاربها.. ثم طلب الظفيري من المشاهدين أن يتخيلوا الجو الذي يحيط بالشاب المبتعث في بلاد الغربة، قائلا: شابٌ في كامل صحته وعنفوان شبابه، يجد المال بين يديه وقتما شاء، يقتُله الفراغ في لحظات عدة، ففي أحسن الأحوال إن انشغل بدراسته فمن الصباح إلى الرابعة عصراً، ويوم الجمعة نصف يومٍ دراسي، بمعنى: أنه أصبح لديه أكثرُ يوم الجمعة ويومي السبت والأحد إجازة.. فماذا يفعل؟ وتابع: لا يمكن أن يبقى حبيساً لأربعة جدران معتكفاً على كتبه.. سيشعر بالملل يتسلل إلى نفسه وعقله، عندها سيخرج، وهنا يأتي السؤال : مع من سيخرج ؟ وإلى أين؟ إن وفقه الله بصديق يراقب الله في أفعاله.. فهذا جيد فسيساعده على قضاء وقته في الحدائق أو الرياضة أو التسوق.. أو ممارسة شيء مفيد.. وفي الطرف المقابل.. إذا لم يجد ذاك الصديق .. فماذا سيفعل؟ إما أن يبقى وحيداً.. والوحدة لا تُؤمن عواقبها، أو يضطر لمصاحبة رفقاء قد (يتساهلون) في ارتياد أماكن أترفع عن ذكرها بين يديكم!! اسمحوا لي : هذا هو الواقع.. ومن يريدنا أن نعمي أبصارنا عن الحقيقة فسينطق بها قوم آخرون.. لذا دعونا نناقش موضوعاتنا بأنفسنا قبل أن يبلغ السيل الزبى. ثم تساءل الظفيري قائلا: ماذا سيفعل هذا الشاب المسكين الذي تتجاذبه مغريات الشهوات من كل مكان؟ وقد اجتمع عليها باعثان: الباعث الأول : بيئة تشجع على تكوين علاقات محرمة وتتنافى مع قيمنا.. والباعث الثاني : غياب الدور الإيماني والتربوي (المؤثر) الذي يزكي نفوسهم ويوجههم.. أظن أن المسألة صعبة على نفس هذا الشاب.. وإن حاول جاهداً إشغال نفسه، وحفظها من مزالق الردى، فهي مبادرة ذاتية ستبقى قاصرة على نفسه، لكن هل يعني هذا أن كل بقية زملائه يملكون هذا الوعي بقدر ما يملك؟ خاصة أن دفعات كثيرة من المبتعثين تقع أعمارهم بين التاسعة عشرة إلى الخامسة والعشرين.. يصطلون بنار (العزوبية) من جهة .. (وبنار) المغريات من جهة أخرى!!