نفى «الحرس الثوري» الإيراني مساندته رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف في انتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، فيما اعتبر النائب المحافظ البارز علي مطهري أن انتخاب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي سيشكّل «كارثة». في غضون ذلك، اصطدم جليلي ورئيس مركز الدراسات التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام حسن روحاني، المرشح للرئاسة، حول المفاوضات مع الغرب في الملف النووي الإيراني. وانتقد روحاني «المستوى المتدني» لمبعوثي الدول الست المعنية بالملف، ودافع عن سجله في قيادة المفاوضات مع الغرب، بين عامي 2003 و2005، رافضاً «أكاذيب» عن تجميد تخصيب اليورانيوم آنذاك، بقوله: «لم نسمح بشنّ هجوم على إيران. اعتقدت (الولاياتالمتحدة) أن إيران ستكون التالية» بعد غزوها أفغانستان والعراق. لكن جليلي، أبرز المفاوضين في الملف النووي، اعتبر أن إيران «قيّدت يديها» بعد اتفاق سعدآباد المبرم مع الاتحاد الأوروبي العام 2003، من خلال تجميدها التخصيب وإنتاج أجهزة الطرد المركزي، «من دون أي مقابل». وقال علي باقري، مساعد جليلي، إن سياسة روحاني «أضرّت بمصالحنا القومية». وعلّق رئيس دائرة العلاقات العامة في «الحرس» الجنرال رمضان شريف على أنباء عن دعم الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع ل «الحرس»، ترشيح قاليباف، مؤكداً أن «الحرس لم يدعم أي مرشح في الانتخابات، بل يسعى إلى مشاركة واسعة، وفق المعايير التي يضعها المرشد» علي خامنئي. وشدد على أن «الأنباء المنسوبة إلى قادة الحرس، ليست صحيحة»، مؤكداً «الحياد» في السباق الانتخابي. ويأتي تصريح شريف بعد إشاعات عن رغبة «الحرس» في دعم مرشح، وأن الفائز في الانتخابات هو من يحظى بمساندة تلك القوات التي تتمتع بنفوذ واسع في إيران. إلى ذلك، أعلن مسؤول في الحملة الانتخابية لقاليباف، أن الأخير لن ينسحب لمصلحة جليلي، مشيراً إلى أن استطلاعات رأي تؤكد تفوقه على سائر المرشحين. لكن مصادر إيرانية تلفت إلى محاولة متشددين دعم جليلي، كونه «الوحيد الذي يحمل القيم والمبادئ الثورية والأصولية الأصيلة». ورفض الرئيس محمود أحمدي نجاد التعليق على معلومات عن دعم الحكومة جليلي، فيما أشارت مصادر إلى أن أسفنديار رحيم مشائي، أبرز مستشاري نجاد، لم يحلّ لجانه الانتخابية، على رغم إقصائه عن الاقتراع، لافتة إلى نيته تحويل هذه اللجان لجليلي. لكن مشائي أبلغ أنصاره أن المصادقة على ترشيحه، ستتم قبل 48 ساعة من الاقتراع. في غضون ذلك، شنّ قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس) الجنرال محمد رضا نقدي هجوماً لاذعاً على رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الذي أُقصي عن الانتخابات، قائلاً: «ثمة من يدّعي حرصه على الشعب، و (لكنه) يستطيع إسكان 50 شخصاً بثمن المنزل الذي يقطن فيه، وأودع 10 بلايين تومان (حوالى 4 ملايين دولار) لإطلاق ابنه الجاسوس»، في إشارة إلى مهدي هاشمي. في المقابل، كرّر علي مطهري أن مجلس صيانة الدستور رفض أهلية رفسنجاني «على خلفية أمنية»، وللحؤول دون فوزه، داعياً إلى إعادة النظر في تركيبة المجلس. وتطرّق إلى ترشيح جليلي، داعياً إلى منع «فوز المرشح المفضل للمتطرفين»، واعتبر انتصاره «كارثة» على إيران. وخاطب مطهري سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، قائلاً: «أطلب من جليلي الذي خاض الجهاد الأصغر (مشاركته في الحرب مع العراق)، أن يكون مرفوع الرأس في جهاده الأكبر. تعلم أكثر من غيرك أنك لا تملك تجربة كافية وأهلية تولي الرئاسة، وأن بعضهم أراد أن يدفعك في هذا الاتجاه، لتحقيق أهدافه. أقترح عليك الانسحاب وألا تكون لعبة بيد آخرين. أجّل ترشحك إلى دورات لاحقة».