فشل التيار الأصولي في ايران، في الاتفاق على مرشح موحد لانتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، فيما أعلنت «جبهة الاستقامة» المؤيدة للمرجع محمد تقي مصباح يزدي، تأييدها ترشيح سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي. وأشارت مصادر إلى اجتماع مهم عُقد امس، بين أعضاء «الائتلاف الثلاثي» الأصولي الذي يضم رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، وعلي اكبر ولايتي، مستشار مرشد الجمهورية علي خامنئي للشؤون الدولية، والرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل، وسكرتير «جمعية العلماء المناضلين» محمد رضا مهدوي كني، للاتفاق على خوض أحد أعضاء الائتلاف السباق الرئاسي. لكن المصادر ترجّح عدم الاتفاق على مرشح واحد، وإتاحة المجال لقاليباف وولايتي لمنافسة سائر المرشحين، فيما أعلنت «جمعية المهندسين المسلمين» التي يتزعمها محمد رضا باهنر، نائب رئيس البرلمان، مساندتها ولايتي الذي تشير مصادر حزب «مؤتلفة» الإسلامي إلى دعمه أيضاً. لكن المصادر تعتقد بأن رفض مجلس صيانة الدستور المصادقة على ترشّح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، ساهم في مساندة ترشيح قاليباف الذي يواصل جولة انتخابية واسعة في مدن إيرانية. ونقل إمام الجمعة في مدينة كرمان يحيي جعفري، وهو ممثل للمرشد، عن الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، قوة النخبة في «الحرس الثوري»، تأييده قاليباف، ما يوحي بأن لا إجماع في «الحرس» على دعم جليلي. في المقابل، أعلنت «جبهة الاستقامة» المؤيدة للمرجع مصباح يزدي، مساندتها جليلي، ووضع مكاتبها الانتخابية بتصرفه، ما اعتُبر نصراً له، إذ نال دعم الجبهة من دون أن يعدها بامتيازات سياسية. لكنه تعهد زيارة مصباح يزدي اليوم، بعدما أثنى الأخير على «صموده وثوريته». وترجّح مصادر أن يشكّل جليلي الذي يحظى بتأييد قوى «ثورية» ومتشددة، «مفاجأة» المشهد الانتخابي، إذ تريد هذه القوى توجيه رسالة واضحة إلى الغرب، تفيد بعدم تراجعها عن «الخطوط الحمر» التي وضعتها ايران لملفها النووي، من خلال جليلي خلال مفاوضاته مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وأشارت مصادر إلى أن اسفنديار رحيم مشائي، أبرز مستشاري الرئيس محمود أحمدي نجاد، وضع كل مكاتب حملته الانتخابية بتصرف جليلي، كونه يحظى بدعم الحكومة. إلى ذلك، سخر خامنئي من تشكيك الولاياتالمتحدة بشفافية الاقتراع، معتبراً أن «جبهة المناوئين تثير ضجيجاً منذ 34 سنة، عند كل عملية انتخابية، وفشلت في كل مرة، وسيوجّه الشعب الإيراني العظيم صفعة قوية لها هذه المرة أيضاً». ودعا المرشحين إلى «ترسيخ المبادئ والمواقف العقلانية والحكيمة للدولة»، كما أوصى الشعب ب»التدقيق في تصريحات المرشحين وشعاراتهم، لمعرفة الأفضل بينهم». وحضه على «تفضيل من يؤمّن قاعدة العزة لمستقبل الثورة والبلاد، وتتوافر لديه القدرة على تسوية المشكلات والصمود بقوة في مواجهة جبهة المناوئين، والعمل لجعل الجمهورية الإيرانية نموذجاً لدى مستضعفي العالم». وأضاف: «يجب ألا يؤدي خلاف في وجهات النظر، إلى بغض وإثارة ضغائن». في غضون ذلك، قطع التلفزيون الإيراني بثّ كلمة مسجلة للمرشح الإصلاحي محمد رضا عارف، حين أراد الإشادة برفسنجاني والرئيس السابق محمد خاتمي. واعتبرت الحملة الانتخابية لعارف هذا التصرّف «مشيناً، يثبت أن (التلفزيون) ليس حيادياً إزاء جميع المرشحين». لكن مدير التلفزيون أشار إلى «عطل فني»، واعتذر من المشاهدين، معلناً أن الخطاب سيُعاد بثه كاملاً ليل الجمعة 31 الشهر الجاري.