لمّح مجلس صيانة الدستور في ايران، قبيل إصداره اليوم قراراً في شأن أهلية المرشحين لانتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، إلى احتمال رفضه المصادقة على ترشّح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، بسبب تقدّمه في السنّ، ما اعتبره معسكر الأخير «لعبة خطرة ليست في مصلحة النظام». وألغى الرئيس محمود أحمدي نجاد أمس، زيارة لمحافظة مازندران، بعدما ألغى الأحد زيارة لتايلاند، في قرار ربطه مراقبون باحتمال رفض مجلس صيانة الدستور ترشّح أبرز مستشاريه، اسفنديار رحيم مشائي. وتعتقد مصادر ان ضغوطا تشتد على المجلس، ليقرّ أهلية مشائي، خشية ردّ فعل نجاد، إذ أشارت مصادر إلى أن الأخير اشترط لإقصاء مستشاره، رفض المصادقة على ترشّح رفسنجاني، مهدداً ب «كشف أسرار». وكان لافتاً أن مشائي الذي يتهمه معسكر مرشد الجمهورية علي خامنئي، بتزعّم «تيار منحرف» يسعى إلى تقويض نظام ولاية الفقيه، رأى أن «لا مثيل للمرشد في العالم»، متحدثاً عن «تميّزه بخصائص استثنائية»، واعتبر نفسه «جندياً لولاية الفقيه». وأفاد موقع «ألف» الإلكتروني التابع للنائب المحافظ البارز أحمد توكلي، بأن أكثرية أعضاء مجلس صيانة الدستور، ترى أن رفسنجاني ليس مؤهلاً لخوض الانتخابات، فيما أشارت مواقع إلكترونية أصولية، إلى أن المجلس لن يصادق على ترشّحه. وتعزّز هذا الاتجاه، بتطرّق الناطق باسم المجلس عباس علي كدخدائي، إلى الوضع الصحي للمرشحين، قائلاً: «لم يحدّد القانون ذلك، ولكن عليهم التمكّن من أداء مهماتهم. طبيعي رفض ترشّح شخص يريد تولي منصب بارز ولا يمكنه العمل سوى ساعات يومياً». واعتبر أن «شغل المرشح مناصب مهمة في الدولة، ليس شرطاً كافياً لقبول أهليته، إذ يجب أن يكون موالياً للنظام». ووصف عريضة قدّمها إلى مجلس صيانة الدستور، مئة نائب طالبوا بإقصاء رفسنجاني ومشائي، بأنها «مماحكات سياسية لا يأخذها المجلس في الاعتبار». وعلّق النائب المحافظ علي مطهري، الناطق باسم الحملة الانتخابية لرفسنجاني، قائلاً: «إذا قرر مجلس صيانة الدستور رفض ترشحه، فذلك يعني انه يلعب لعبة خطرة، ليست في مصلحة النظام». وحذر من أن إقصاء رفسنجاني (78 عاما) سيوجّه «صفعة لصدقية الثورة والنظام»، مذكراً بأن الأخير «أدى أبرز دور في الثورة، قياساً إلى المرشحين الآخرين». وسأل: «كيف يعلمون إذا كان قادراً على إدارة البلاد أم لا»؟ وشدد مطهري على أن رفض ترشّح رفسنجاني «لن يحقق الملحمة السياسية» التي دعا المرشد إلى إنجازها في الاقتراع، مستدركاً أن خامنئي قادر على تسوية الأمر، وإصدار مرسوم بأهلية رفسنجاني، إذا أقصاه مجلس صيانة الدستور. وكان رفسنجاني أسِف ل «الأخلاق السياسية السيئة والكذب والإشاعات المغرضة وتلفيق الأخبار، خلال السنوات الأخيرة»، معتبراً أنها تؤثر في علاقة المواطنين، والشباب خصوصاً، بالثورة والنظام. إلى ذلك، أعلن مسؤول في الحملة الانتخابية لرفسنجاني، أن الأخير ناقش العملية الانتخابية الأحد، خلال اجتماع حضره مطهري والمرشحان محمد رضا عارف، النائب السابق للرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، ورئيس مركز الدراسات التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام حسن روحاني، والنائب الإصلاحي مسعود بزشكيان. وأشارت مصادر إلى احتمال تشكيل ائتلاف انتخابي بين الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل، ومرشح «جبهة الاستقامة» كامران باقري لنكراني، وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، والنائب علي رضا زاكاني، بعد فشل «الائتلاف الثلاثي» الذي يضمّ حداد عادل ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، وعلي أكبر ولايتي، مستشار المرشد للشؤون الدولية، في الاتفاق على مرشح واحد. وذكر حداد عادل انه «إذا نجح جليلي في إيجاد مناخ مشابه لذاك الذي أشاعه نجاد عام 2005، علينا مساندته». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية «تفكيك شبكتين إرهابيتين تهرّبان السلاح إلى الأراضي الإيرانية، من الحدود الغربية والشرقية، على مشارف انتخابات الرئاسة».