تمكّن ما لا يقل عن ستين مهاجراً من بلدان أفريقية جنوب الصحراء اليوم الاثنين من اقتحام السياج الحدودي المحيط بمدينة مليلية الاسبانية في المغرب، وفق ما أعلن مقر حاكم هذه المدينة. وحصل ذلك في حين دعت "المفوضية العليا للاجئين" التابعة للأمم المتحدة الاثنين السلطات الى "اتخاذ الإجراءات الضرورية" من أجل احترام الحقوق الأساسية لهؤلاء المهاجرين، وذلك بعد بث شريط ظهر فيه الشرطيون يعتدون بالضرب على أحدهم. وقال مقر الحاكم في بيان إن "ستين مهاجراً على الأقل من جنوب الصحراء تمكنوا من التسلل" الى الاراضي الاسبانية، أي بزيادة عشرة على حصيلة سابقة تحدثت عن تسلل خمسين منهم. وأضاف أن في الساعة السابعة صباحاً، حاولت مجموعة أولى من 150 شخصاً اجتياز السياج الذي يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار في أماكن عدة، في استراتيجية كانت ناجحة. وتمت هذه العملية بعد محاولات عدة قام بها المهاجرون خلال الأيام الأخيرة. وحاول 300 مهاجر الأربعاء لليوم الثاني على التوالي اقتحام الأسلاك الشائكة التي تفصل المدينة الاسبانية عن الأراضي المغربية، وجرح خلال العملية خمسة مهاجرين حسب مقر حاكم المدينة. وفي النهاية لم يتمكن سوى ثلاثة مهاجرين من التسلل "ركضاً" الى اسبانيا. وأثار شريط فيديو صورته ذلك اليوم منظمة "برودين" للدفاع عن حقوق الانسان فضيحة، إذ ظهر فيه شرطيون اسبان ينهالون ضرباً بالهراوات على المهاجرين الأفارقة قبل أن يعيدوهم على ما يبدو في حالة إغماء الى الأراضي المغربية. وقالت الناطقة باسم المفوضية العليا ماريا خيسوس فيغا لوكالة "فرانس برس" "انه مصدر قلق، ندرك أن المراقبة ضرورية، لكن مهما كانت الأسباب التي تدفع بالمهاجرين الى محاولة التسلل، لا بد من الاحترام، وشرائط الفيديو تثبت أن التصرف إزاءهم لم يكن مناسباً". وأضافت: "واضح لكل من يشاهد (الشريط) أن هناك أشخاص يضربون" المهاجرين العالقين في الأسلاك الشائكة، مؤكدة انه "لم يتبين اذا تلقى الرجل الذي تعرض الى الضرب علاجاً في الأراضي المغربية". وازدادت محاولات الاقتحام التي يقوم بها مئات المهاجرين على الأسلاك الشائكة الحدودية، خلال الأشهر الأخيرة في مليلية التي تشكل مع سبتة الحدود البرية الوحيدة بين افريقيا وأوروبا.