أفادت مصادر إعلامية إسبانية أمس الأربعاء أن حكومة مدريد قررت الرفع من عدد قواتها على الحدود بين المغرب ومدينة مليلية المحتلة، وذلك عقب تمكن أكثر من 500 مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء من اقتحام المدينة بالقوة عبر السياج المحيط بها، أول أمس الثلاثاء، في أكبر عملية من نوعها على الإطلاق. وسترسل سلطات مدريد، وفق هذا القرار، وحدة مكونة من 120 عنصرا من قوات مكافحة الشغب عالية التدريب لتعزيز صفوف قوات الشرطة والحرس المدني المنتشرة بالمدينة، وذلك لمنع محاولات جديدة لاقتحام هذا الثغر الخاضع للسيطرة الإسبانية والذي يطالب المغرب باسترجاع السيادة عليه. ونسبت مصادر صحافية إلى وزارة الداخلية الإسبانية أن أكثر من 40 ألف مهاجر سري من دول آفريقيا جنوب الصحراء يرابطون في المناطق المحيطة بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين في انتظار الفرصة المواتية للتسلل إليهما أو تنظيم عمليات اقتحام جماعية. وتمكن، منذ بداية السنة الجارية، أكثر من 1.600 مهاجر إفريقي من التسلسل إلى سبتة ومليلية، بينما لم يتجاوز عدد الذين تمكنوا من الدخول إلى المدينتين خلال العام الماضي 1074 مهاجرا. وينتظر، بحسب المصادر ذاتها، أن تعقد اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية للهجرة اجتماعا طارئا يوم 26 مارس الجاري بطنجة لدارسة الترتيبات الأمنية التي تقضي بإرجاع المهاجرين المتسللين من المغرب فور دخولهم الأراضي الإسبانية. وكان أكثر من 500 مهاجر إفريقي غير شرعي قد اقتحموا، أول أمس الثلاثاء، معبر مليلية المحتلة بالقوة، ما تسبب في مواجهات عنيفة بين هؤلاء المهاجرين والحرس الحدودي المغربي خلفت إصابة خمسة من العناصر الأمنية. وأفادت الداخلية المغربية أن المهاجرين الأفارقة قاموا برشق عناصر أمن الحدود المغاربة بالحجارة مما أدى إلى وقوع إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف بعضهم. وأضافت أن الأمن المغربي قد تمكن بعد هذه المواجهات، من إيقاف 102 من هؤلاء المهاجرين، من بينهم 28 جريحا تم نقلهم إلى مستشفى الحسني بالناظور لتلقي العلاجات الطبية الضرورية عقب تعرضهم لجروح ناجمة عن الأسلاك الشائكة للسياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية المحتلة. كما أشار المصدر ذاته بأنه قد تم إفشال محاولة أخرى للهجرة غير الشرعية بنفس المنطقة جرى على إثرها إيقاف 150 مهاجرا أفريقيا غير شرعي. وأحبط الأمن المغربي الأحد الماضي، عملية اختراق أخرى للمعبر الحدودي واقتحام السياج الشائك المحيط بمدينة مليلية المحتلة من طرف حوالي 300 مهاجر إفريقي غير شرعي ينتمون إلى دول جنوب الصحراء.