حاولت أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين أمس، اقتحام السياج الأمني الذي أقامته السلطات الإسبانية حول مدينتي سبتة ومليلية ( شمال المغرب)، في وقت كان رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران يعرض سياسة بلاده في موضوع الهجرة، لناحية الإفساح في المجال أمام تسوية أوضاع الإقامة واللجوء للمهاجرين الأفارقة والعرب والأجانب. وأفاد شهود أن المهاجرين تسلقوا حواجز الأسلاك الشائكة في اتجاه المعابر المؤدية إلى مليلية، حيث اشتبكوا مع قوات الأمن التي اعتقلت عدداً منهم، في حين استطاع بعضهم الوصول إلى مركز إيواء المهاجرين الأفارقة الذي يضم آلاف المهاجرين الذين ينتظرون تسوية أوضاعهم. وذكرت مصادر مأذونة أن 140 مهاجراً تمكنوا من التسلل إلى مدينة مليلية من أصل 600 مهاجر اقتحموا الأسلاك الشائكة بالقوة، ما تسبب بإصابتهم بجروح متفاوتة الخطورة. ورأت المصادر ذاتها أن صورة المهاجرين المصابين مؤثرة للغاية، وتؤشر لعمق الأزمة التي يتخبط فيها هؤلاء القادمون من عمق القارة السمراء. واعتبرت أن الإجراءات المشددة التي سنتها سلطات مدريدوالرباط تظل دون جدوى نظراً، نظراً لوجود مئات المهاجرين غير الشرعيين الذين ينتظرون الفرصة للعبور من المغرب نحو أوروبا. وكان حوالى 500 مهاجراً نجحوا في عبور الأسلاك الشائكة في 18 آذار (مارس) الماضي في أكبر تدفق للمهاجرين على مليلية بطريقة غير شرعية. وارتفعت وتيرة الاقتحام في الفترة الأخيرة، على رغم تعزيز الرقابة المغربية والإسبانية على المعابر، فيما انتقدت منظمات غير حكومية تعاطي السلطات الإسبانية مع المهاجرين الذين يقيمون في معسكرات في ظروف بالغة الصعوبة. من جهة أخرى، انتقد رئيس الوزراء المغربي أي توظيف سياسي وانتخابي لتنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية، موضحاً أن أعداد المهاجرين غير الشرعيين زادت في عام 2012، خصوصاً القادمين من بلدان الجنوب. وقال إن بلاده منحت أوراق الإقامة الثبوتية لأكثر من 850 مهاجراً. لكنه دعا إلى التصدي إلى شبكات الإتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة والبضائع الاستهلاكية. ورأى أن هذه الشبكات تنشط بصورة ملحوظة على الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر، على رغم سريان مفعول إغلاق الحدود البرية بينهما منذ نحو عقدين.