لم أفهم من قرار الإدارة الهلالية إسناد مهمة تدريب الفريق في مباراة الأمس أمام الاتحاد، وهي المباراة الحساسة والمهمة في إياب كأس الأبطال، للمدير الإداري سامي الجابر، غير أمرين لا ثالث لهما. إما أن يكون أصحاب القرار في البيت الهلالي اقتنعوا بأن مسألة التأهل حسمت من الرياض في مباراة الذهاب التي خسرها الأزرق بثلاثة أهداف نظيفة، وبالتالي فإن المباراة في نظرهم تحولت إلى أداء واجب ليس إلا. أو أن الإدارة أرادت أن ترفع الروح المعنوية لدى اللاعبين بقرار كهذا غير متوقع - وإخراجهم من حالة الإحباط وفقدان الأمل التي عاشوها في الأيام الماضية، زد على ذلك شعور الإدارة بأن مباراة الإياب تحتاج إلى روح عالية بعيداً عن الحسابات الفنية! هاتان فرضيتان، وكلتا الحالتين من وجهة نظري لم تكن موفقة حتى وإن تمكن الهلال من التأهل - وهو قادر - على فعل ذلك، كون أن ما يميز الفرق الكبيرة عن غيرها، أن حديثها هو حديث الملعب، وقد فعلها الاتحاد في دوري أبطال آسيا عام 2004. في ذلك العام الذي لا ينساه الاتحاديون، حول العميد خسارته في جدة أمام فريق سوينغنام الكوري الفائز بثلاثة أهداف في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا، إلى فوز ب «خماسية» في ملعب الفريق الكوري حقق بها كأس دوري أبطال آسيا! ذلك يعني أن الهلال لم يخسر إلا جولة واحدة، وبقيت جولة أخرى، وكان يتعين على إدارة الهلال ألا ترتكب أخطاء قبل مباراة العودة بساعات، وكان عليها أن تحتوي قضية المدرب، وتناقشه في رؤيته الفنية بدلاً من إقصائه في هذا الوقت الصعب! وللمرة الأولى أرى أن القرار الهلالي غير مدروس، حتى وإن كان من تولى المهمة نجم بحجم سامي الجابر مرّ عليه عشرات المدربين، إلا أن «تلبيس» سامي بهذه المهمة قد تضر بسامي وتاريخه - أقول قد - ولم أستبعد أن ينجح! ومع ذلك كان من الممكن أن يفتش الهلاليون عن مدرب وطني، أو يستعيروا مدرباً من أحد الأندية المحلية أو الخليجية، حتى لا يحملوا سامي تبعات ما قد يحدث - إن حدث ما لا يتمناه الهلاليون في مباراة الأمس! كل ما أتمناه ألا نشاهد هلالاً مرتبكاً في الموسم المقبل، كما شاهدناه في نهاية الموسم الحالي، حتى وهو يحقق بطولتين كبيرتين ومهمتين بحجم بطولة الدوري، وكأس ولي العهد! [email protected]