باريس، نيويورك - أ ف ب، رويترز - في وقت تدخلت قوات نيجرية وفرنسية لإنهاء عملية احتجاز رهائن في قاعدة عسكرية بمدينة أغاديز الصحراوية بالنيجر، والتي استهدفها أول من أمس أحد هجومين انتحاريين في البلاد أسفرا عن سقوط 26 قتيلاً، توعد زعيم كتيبة «الموقعون بالدماء» الجزائري مختار بلمختار المعروف باسم «خالد أبو العباس» (الأعور)، والذي كان أُعلن مقتله سابقاً، بمزيد من الهجمات على النيجر وفرنسا وبلدان أخرى تشارك منذ 11 كانون الثاني (يناير) الماضي في الحملة العسكرية في مالي. وتشير العمليات الأخيرة في النيجر إلى أن عناصر مرتبطة بالجماعات الإسلامية في مالي انسحبت فعلاً إلى دول الجوار. وقدرت مصادر أمنية مغادرة آلاف منهم إلى النيجر وتشاد وعدد قليل إلى الجزائر وليبيا وموريتانيا. وأفاد بيان نشرته الكتيبة التي هاجمت منشأة «عين أميناس» للغاز في الجزائر في كانون الثاني (يناير) الماضي، على موقع «الأخبار الموريتانية» الإسلامي على الإنترنت بأن «بلمختار وقع شخصياً بيان عمليتنا المشتركة مع حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا وجماعة الملثمون ضد أهداف عسكرية واقتصادية في النيجر». لكن لا يمكن التحقق من ذلك، باعتبار أن أجهزة الاستخبارات في المنطقة لم تؤكد مقتل بلمختار أو كونه لا يزال حياً، بعدما أعلن الجيش التشادي مقتله قبل أسابيع مع عبد الحميد أبو زيد، القائد الميداني لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». واضاف البيان: «الهجومان في النيجر يهدفان إلى الرد على زعم رئيسها (محمد يوسف) القضاء عسكرياً على المجاهدين. وسننفذ عمليات إضافية، وننقل المعركة إلى داخل النيجر إذا لم تسحب جيشها المرتزق من مالي، وكذلك إلى كل الدول التي تنوي المشاركة في الحملة الصليبية على أرضنا. وقوافل الفدائيين والاستشهاديين مستعدة، وتراقب أهدافها وتنتظر الأوامر». وصرح الناطق باسم جماعة «الملثمون» الحسن ولد اخليل، المعروف ب «جليبيب»، بأن عمليتي شمال النيجر اللتين استهدفتا القاعدة العسكرية في أغاديز، ومنجماً لليورانيوم تديره شركة «آريفا» الفرنسية في أرليت، حملتا اسم القيادي «أبو زيد»، ما يشكل أول تأكيد رسمي لنبأ مقتله، مشيراً إلى مشاركة مهاجمين سودانيين وصحراويين وماليين فيهما. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن عملية تحرير رهائن تلاميذ ضباط من النيجر في أغاديز، خلّفت قتيلين من «الإرهابيين ومحتجزي الرهائن» على الأقل. وأوضح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، أن قوات بلاده تدخلت بطلب من رئيس النيجر، مشدداً على ضرورة «ألا يصبح شمال النيجر أو جزء من تشاد معقلاً للإسلاميين، كما كان الحال في شمال مالي العام الماضي»، واصفاً منطقة الساحل الأفريقي بأنها «غير مستقرة». وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إن «مصالحنا استهدفت مباشرة في ارليت، فيما اضطررنا لمساندة جيش النيجر في أغاديز بعدما دعم تدخلنا العسكري في مالي، ولأن عسكرييه اغتيلوا بطريقة جبانة». وأضاف: «نعتبر ذلك دليلاً آخر على أن المعركة التي نخوضها ضد الإرهاب تتطلب مشاركة كل البلدان التي تقاسمنا القيم ذاتها». وفي نيويورك، دان مجلس الأمن هجومي النيجر، مطالباً بإحالة منفذيهما على القضاء، وتعاون كل الدول مع السلطات النيجرية في هذا المجال. وأكد أن «الإرهاب في كل أشكاله من أخطر التهديدات على السلام والأمن الدوليين».