بدأت الجزائر في اتخاذ ترتيبات بروتوكولية لاستقبال الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يقضي فترة نقاهة في باريس مند قرابة الشهر (منذ 27 نيسان/أبريل). وأبلغت مصادر رفيعة «الحياة» أن وفوداً رسمية أُبلغت بإمكان قيام بوتفليقة باستقبالها خلال الأيام المقبلة. ومن بين المسؤولين الأجانب المقرر أن يزوروا الجزائر عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الذي سيحل في العاصمة الجزائرية الأربعاء المقبل على رأس وفد إماراتي. وأفادت مصادر مسؤولة أن بوتفليقة قد يعود في الساعات المقبلة إلى الجزائر بعد نحو شهر من فترة العلاج والنقاهة التي قضاها في باريس. لكن المصادر لم تحدد إن كانت عودته تعني مباشرة مهماته الرسمية أم قضاء فترة نقاهة أخرى تمتد أياماً. وقد يكون التعجيل بعودة بوتفليقة سببه تحاشي مرور أكثر من شهر دون ظهوره صوتاً وصورة، وربما يؤدي وجوده في الجزائر إلى إنهاء السجال حول قدرته على إنهاء ولايته الرئاسية الحالية (الثالثة). ولاحظت «الحياة» أن الشرطة الجزائرية نشرت المئات من الدوريات في شوارع العاصمة على غير العادة. وعلى رغم عدم وجود أي تأكيدات رسمية حول العودة المحتملة لبوتفليقة في الساعات المقبلة، إلا أن مصادر تحدثت عن موافقة مؤسسة الرئاسة على لقاءات بروتوكولية لرئيس الجمهورية مع زوار أجانب، إضافة إلى مسؤولين جزائريين. ومن بين الشخصيات التي يمكن أن يستقبلها الرئيس وزير خارجية الإمارات الذي سيصل إلى الجزائر على رأس وفد من 40 شخصية من رجال الأعمال. كما أن من المحتمل أن يدشن بوتفليقة معرض الجزائر الدولي نهاية الأسبوع الجاري. وتقول مراجع إن الرئاسة أبلغت العديد من السفراء الذين انتهت مدة عملهم أو القادمين الجدد للعمل في الجزائر بقرب استقبال الرئيس بوتفليقة لهم، إما لتوديعهم أو لتسلم أوراق السفراء الجدد، وفق البروتوكولات الديبلوماسية في هذا الشأن. ولفت مصدر حكومي ل «الحياة» إلى أن رئاسة الجمهورية وجّهت ملاحظات إلى مسؤولين في الحكومة التي يرأسها الوزير الأول عبدالمالك سلال، تحضهم فيها على «ملء الفراغ» في شأن السجال المتعلق بصحة رئيس الدولة. وقال إن الرئاسة عاتبت بعض هؤلاء المسؤولين في الحكومة على ما بدا تقصيراً منهم في تقديم «خطاب متفائل» في شأن عودة الرئيس من فترة العلاج في فرنسا. بيد أن ثمة اعتقاداً بخطأ الرهان على أن عودة بوتفليقة من شأنها إنهاء الجدل بخصوص مصيره على رأس الجمهورية لإكمال ولايته الثالثة التي تنتهي العام المقبل. ويتوقع بعض المراقبين أن ترتفع نبرة السجال بين طرفين، أحدهما يؤيد استمرار بوتفليقة في ولايته وترشحه لولاية جديدة مدتها سنتان فقط (قد يتم ذلك من خلال تمديد دستوري لولايته الحالية)، والآخر يرفض تماماً أن يتقدم بوتفليقة للترشح مجدداً بحجة أن صحته لم تعد تسمح بذلك. وقال عبدالمجيد مناصرة رئيس «جبهة التغيير» (إسلامية) ل «الحياة» بهذا الشأن: «أظن أن الرئيس أذكى من أن يُستدرج إلى عهدة رابعة وهو يعلم ما صنعت به العهدة الثالثة، كما أنه أدرى الناس بحالته الصحية، إذ إن المرحلة تتطلب نوعية من الرجال يملكون قدرات صحية وذهنية وعملية فائقة للإحاطة بالمشاكل الكبرى التي تعيشها البلاد ويعملون في كل الأوقات وبكل الإمكانات ويصبرون على الصعاب والتحديات».