استبقت طهران زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التي تبدأ اليوم بالإعلان أن طريق الأمن والاستقرار في المنطقة يجب أن يمر في إيران»، وأن العراق «بلد غني لا يحتاج» إلى هبات عسكرية. لكنها مستعدة لمساعدته في شتى المجالات، خصوصاً في هذه الظروف. (للمزيد). من جهة أخرى، تعهد وفد من الجامعة العربية، برئاسة الأمين العام للجامعة نبيل العربي، وعضوية وزير الخارجية الكويتي خالد الحمد الصباح، خلال زيارته بغداد أمس مواصلة دعم العراق في حربه على الإرهاب. ويصل العبادي إلى طهران اليوم، في زيارة تستغرق يوماً واحداً، يرافقه وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى، يجري خلالها محادثات مع المسؤولين الإيرانيين حول العلاقات بين البلدين، والتحديات التي يواجهها العراق، والجهود الرامية إلى احتواء تنظيم «داعش». والتحالف الدولي لمواجهته. وقال حميد أبو طالبي، المعاون السياسي للرئيس حسن روحاني إن إيران «ستشهد هذا الأسبوع مشاورات ديبلوماسية تتعلق بالوضع الأمني في المنطقة، وقد اقتنع العالم بأن طريق الأمن والاستقرار ومواجهة ظاهرة الإرهاب في المنطقة يجب أن يمر في هذا البلد الكبير». أما السفير الإيراني في بغداد، حسن دانائي فر، فقال إن «الزيارة تندرج في إطار العلاقات الثنائية»، لافتاً إلى أنها «تكتسب أهمية خاصة بسبب الظروف التي يمر بها العراق على خلفية مواجهة داعش». وأوضح أن الجانبين سيبحثان «في العلاقات الاقتصادية بينهما»، مستبعداً أن تعرض طهران «هبة عسكرية للعراق على غرار الهبة التي تعهدت تقديمها إلى الجيش اللبناني لأن العراق بلد غني يستطيع تأمين حاجاته». ورأى المحلل السياسي أمير الموسوي أن «إيران تستطيع أن تلعب دوراً مؤثراً في مساعدة الحكومة العراقية لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة»، لافتاً إلى حاجة بغداد، في مثل هذه الظروف، إلى «خبرة الدول الشقيقة والصديقة لتتجاوز الأزمات السياسية والأمنية». وجاء في بيان لرئاسة الحكومة العراقية أن «العبادي سيناقش في طهران السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات بين البلدين في مجالات الطاقة والإسكان والإعمار، موضحاً أنه يسعى إلى أن «تكون علاقات العراق مع دول الجوار بخاصة والمجتمع الدولي بعامة، مميزة تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بالإضافة إلى احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه». في بغداد، عقد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع العربي وخالد الصباح، وقال إن «العراق لم يطلب من أي دولة أجنبية أو عربية أن تدعمه بقوات برية. هذا ما أكدته في مؤتمر جدة وكذلك في مؤتمر باريس». وأضاف إن «القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي يؤديان دورهما في حفظ الأمن، والقضاء على تنظيم داعش»، وشدد على أن «ما يحتاجه العراق هو تسليح قواته وتدريبها فقط. وليس قوات برية». وعن إعلان الحمد خلال المؤتمر أن «الكويت في صدد عقد اجتماع قبل نهاية العام الجاري للجنة المشتركة بين البلدين»، أكد الجعفري حرص بلاده «على تطوير العلاقات مع الكويت واستعداده الكامل لإنهاء الملفات العالقة». بدوره أوضح خالد الصباح أن «»الوفد جاء إلى العراق لدعمه في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي». وشدد على أن «أمن المنطقة العربية يرتكز بصورة أساسية على الأمن في العراق». من جهته، شدد العربي على أن «مواجهة تنظيم داعش يجب أن تكون شاملة وليست عسكرية فقط». وأضاف: «إننا نعيش مرحلة حرجة لا أحد يعرف من أين أتت هذه الموجة» الإرهابية. وأوضح أن «الجامعة بدأت أجراءات لتوحيد المواجهة المستقبلية العميقة لداعش بمشاركة كل الدول العربية».