أعلن رجل الدين المتشدد أحمد جنتي، رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني المشرف على انتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، أن المجلس لن يصادق على أهلية مرشحين يدعون إلى حوار مع الولاياتالمتحدة، ولا «يدينون فتنة 2009»، منبهاً إلى أن الرئيس العتيد سيكون «تابعاً» لمرشد الجمهورية علي خامنئي، «لا العكس». وأقرّ سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ضمناً، بخوضه سباق الرئاسة بسبب ترشّح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، واسفنديار رحيم مشائي، أبرز مستشاري الرئيس محمود أحمدي نجاد، متعهداً أن يكون رئيساً «مقاوماً» في حال انتُخِب. في غضون ذلك، أفاد موقع «الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران» بأن رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف المرشح للرئاسة، جوبه بانتقادات لاعترافه بدور في «قمع» معارضين وطلاب خلال ولاية الرئيس السابق محمد خاتمي عام 1999. وأشار قاليباف إلى أنه كان أول من اتهم قادة الإصلاحيين ب «الفتنة»، خلال الاضطرابات التي تلت انتخابات 2009، لافتاً إلى ممارسته آنذاك دوراً «أمنياً واستخباراتياً»، بحيث صُنِّفت رئاسة بلدية طهران الثالثة بين «خمسة أجهزة أمنية نشطة». لكن قاليباف أبلغ طلاباً في جامعة شريف في طهران قبل أيام، رفضه تنفيذ أمر تلقاه من «الإصلاحيين»، خلال جلسة للمجلس الأعلى للأمن القومي عام 2003 ب «إطلاق النار على طلاب». وشدد ناطق باسم حملة قاليباف على أن «رصاصة واحدة» لم تُطلق على الجامعات، خلال قيادته الشرطة، متحدثاً عن «مشروع لتدميره» انتخابياً. إلى ذلك، حدّد جنتي صفات الرئيس العتيد، بأن يكون «رجلاً سياسياً مؤمناً بولاية الفقيه، ومديراً ومدبراً ومن دعاة المقاومة وألا يخشى أميركا». وتابع: «بعض المرشحين يطلقون وعوداً أشبه بمزاح، إذ قال أحدهم: سأقيم علاقات مع أميركا وأسوّي المشكلات الناجمة من العقوبات. مواقف بعض المرشحين مثيرة لسخرية». وسأل: «هل يمكن تأييد أهلية مَنْ يفكّر هكذا والتصويت له»؟ وحضّ المرشحين على «تحديد موقفهم من فتنة 2009، وإدانتها»، معتبراً أن «من أهم صفات الرئيس، إطاعته الولي الفقيه». وأضاف: «إذا اختلف الرئيس في وجهات النظر مع المرشد، عليه أن يعلم انه تابع له، لا العكس». وتعهد جليلي التزام «خطاب يروّج للتقدّم والعدل والمقاومة»، في حال انتخابه رئيساً، مستغلاً «خبرته» في مفاوضات الملف النووي لإيران. ونفى مساندة خامنئي ترشيحه، معتبراً خوضه السباق «واجباً». وسُئل في مقابلة نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، عن احتمال ارتباط ترشحه للانتخابات، بخوض رفسنجاني ومشائي المعركة، فأجاب: «عادة حين يقرر أحدهم الترشّح، ينظر إلى المرشحين الآخرين. إذا كان هناك مرشح أكثر تأهيلاً، لا تنضمّ (إلى السباق)، ولكن إذا شعرت بضرورة الترشّح، تفعل ذلك. لا يمكن النظر إلى قرار الترشّح، في شكل منفصل عن (مؤهلات) آخرين». أما المرشح الأصولي علي رضا زاكاني فاتهم رفسنجاني ب «ارتكاب أخطاء» خلال رئاسته إيران (1989-1997)، معتبراً أنه «سيندم إذا انتُخِب»، فيما سخر الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل من مساندة الإصلاحيين رفسنجاني، قائلاً: «الأعداء السابقون أصبحوا أصدقاء. أحد الجانبين تغيّر». وأفاد موقع «تابناك» بأن 40 نائباً وقّعوا عريضة تساند ترشّح رفسنجاني. وكان حوالى مئة نائب وجّهوا عريضة إلى مجلس صيانة الدستور، تطالب بإقصاء الرئيس السابق عن الانتخابات.