في تحرك استهدف ثلاث جهات في سورية هي نظام بشار الأسد وإيران و«جبهة النصرة»، أدرجت وزارتا الخزانة والخارجية الأميركيتان أربعة وزراء في حكومة الأسد والخطوط الجوية السورية وتلفزيون الدنيا إلى جانب القائد الأعلى لجبهة النصرة على لوائح دعم الإرهاب. وتتماشى الخطوات الأميركية مع تصعيد لعزل العناصر التي تراها واشنطن معرقلة للحل السياسي والمرحلة الانتقالية، وفي ضوء الجهود لتنظيم المعارضة وإطلاق المفاوضات. وبعد ساعات من لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أعلنت الخارجية الأميركية إدراج اسم القائد الأعلى ل «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني على لائحة الإرهاب واعتبرت أنه «مكلف من تنظيم القاعدة في العراق للسعي إلى إطاحة النظام وتطبيق الشريعة الإسلامية في سورية». واتهمته واشنطن بتنفيذ «عمليات انتحارية عدة» بينها عملية ضد «قاعدة عسكرية في القنيطرة بقرب مرتفعات الجولان» وأخرى ضد أهداف للنظام في دمشق في 15 شباط (فبراير) وفي بلدة الشدادي، إلى جانب تبني الجبهة عمليتين انتحاريتين منفصلتين استهدفتا جسراً ومخزناً بالقرب من حمص في 6 آذار (مارس) الفائت. وأكدت الخارجية أن «لا مكان للتطرف والأيديولوجيا الإرهابية في مرحلة ما بعد الأسد في سورية» واتهمت النظام «بخلق الظروف لجذب العنف المتطرف». وفي مقابل إدراج زعيم «النصرة»، استهدفت وزارة الخزانة الأميركية بعقوباتها أربعة وزراء في الحكومة السورية هم وزير الدفاع فهد جاسم الفريج والصحة سعد عبدالسلام والصناعة عدنان عبدو السخني ووزير العدل نجم حمد الأحمد. وأدرجتهم على اللائحة الرقم 13573 واتهمتهم بالمساهمة بحملة العنف والتصعيد ضد الشعب السوري. كما كان لافتاً إدراج الوزارة للخطوط الجوية السورية التابعة للحكومة السورية، وتلفزيون الدنيا الخاص على لائحة العقوبات. وأفادت الوزارة بأن الخطوط الجوية «تعمل نيابة عن الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس لنقل شحنات أسلحة إلى سورية». وأشار البيان إلى أن «حزب الله سهل هذه الرحلات وأن الأسلحة شملت قذائف وعبوات وصواريخ وسلاحاً ضد الطائرات» وأن الغاية منها هي «مساعدة النظام في حملة القمع». أما تلفزيون الدنيا، فاتهمته الوزارة بالتواطؤ إعلامياً لخدمة النظام، وإجراء مقابلات لغايات استخباراتية بتسليم الأشرطة للمخابرات ولاعتقال الأشخاص الذين اختلفوا مع رواية النظام. وبموجب القرارات يتم منع أي تداولات مع هؤلاء الأشخاص والمؤسسات عبر الولاياتالمتحدة أو مع أميركيين. ومن حيث التوقيت، تأتي العقوبات مع استعداد الإدارة لمؤتمر السلام حول سورية، والتحضير للمرحلة الانتقالية. ويبدو واضحاً أن هذه الأسماء وأخرى مدرجة على لائحة العقوبات بينها الرئيس بشار الأسد، لا تريد واشنطن لها دوراً في هذه المرحلة، وتسعى إلى إبقائها جانباً. كما تعكس العقوبات التحفظات الكبيرة للإدارة على دور كل من ايران وحزب الله وأيضاً جبهة النصرة داخل سورية.