«كان» والشركات الأميركية وفق المفوض العام للمهرجان تعليقاً على الأسئلة الصحافية التي لاحظت أنه باستثناء ستديوات وارنر التي أرسلت فيلمها الضخم - ونجم أفلامها لهذا العام «غاتسبي العظيم» - ليعرض في افتتاح المهرجان وإنما خارج المسابقة، لم يرسل أي من الشركات الأميركية الضخمة أفلاماً جديدة للمشاركة هذا العام، بل إن هذه الشركات لم تشتر حتى مساحات إعلانية ضخمة في أحياء مدينة كان، قال المفوض العام لمهرجان «كان» تييري فريمو: «إن الشركات الأميركية السينمائية الكبرى ترفض مرات كثيرة «إعطاءنا أفلامها الأساسية لخشيتها من ان عرض هذه الأفلام في المهرجان قد يقلص من حظوظها الإعلامية لدى المتفرج الأميركي. وحتى وارنر أعطتنا «غاتسبي» وليس «رحلة سيئة رقم 3» الذي كنت اود عرضه...وعدا عن هذا فإن علاقتنا بالشركات الأميركية جيدة وهي تعطينا عادة اي فيلم نرتئي إمكانية عرضه لدينا. وهكذا حصلنا، مثلاً على فيلم الكساندر باين «نبراسكا» بلا صعوبة، من دون أن ننسى مجمل افلام شركة فينشتاين التي توافينا دائماً بأفلامها...». أودري توتو سيدة للاحتفال في افتتاح المهرجان وختامه في الوقت الذي تشغل فيه الفنانة الفرنسية أودري توتو ملصقات واجهات الصالات التجارية الفرنسية منذ شهور بفضل أدائها اللافت في الفيلم الجديد للمخرج ميشال كوندري «زبد الأيام» المأخوذ بشكل شديد الظرف والتجديد من كتاب بوريس فيان المعروف بالاسم نفسه والذي كان يعتبر من الكتب التي يستحيل تصويرها، تحضر الفنانة الشابة التي اطلقها فيلمها الكبير الأول «أميلي بوليه» في مهرجان «كان» من دون ان يكون لها فيلم فيه... وذلك بوصفها سيدة الاحتفال لهذه الدورة خلفاً لزميلتها ومواطنتها بيرينيس بيجو، التي كانت سيدة العام الفائت، التي تحضر هذا العام مشاركة ومتبارية من خلال فيلم «الماضي» للإيراني أصغر فرهادي. وهكذا بعد ان فتنت أودري حضور حفل الافتتاح بأناقتها ورقتها أول من أمس، تستعد بقوة للعودة إلى الخشبة بعد عشرة أيام لتستكمل دورها كسيدة لحفل الختام أيضاً. الزوجان بول نيومان وجوان وودوورد والملصق الممنوع لاحظ عدد من الذين يطلعون عادة على الصحف العربية التي اعتادت ان تغطي مهرجان كان ميدانياً، ان صورة ملصق المهرجان لهذا العام لم تنشر في العدد الأكبر من هذه الصحف، على عكس ما كان يحدث في السنوات الفائتة، وحين انتقلت الملاحظة من حيّز الاستغراب إلى حيز السؤال، جاء الجواب من العارفين ببواطن الأمور، ان لهذا الغياب سببين احدهما معلن والثاني مبطن: الأول هو ان القبلة التي يتبادلها الزوجان في الصورة غير مستساغة حتى وإن كانت تحق لهما شرعاً!.. والثاني ان الزوجين المذكورين كانا ممنوعين في العالم العربي من قبل مكتب مقاطعة إسرائيل لأن كلاً منهما تعاون في مرحلة من حياته، بشكل أو آخر مع أفلام وشركات اعتبرها المكتب المذكور «صهيونية» إسوة بسيارات فورد ومشروب الكوكا كولا علماً أن السيارة الأميركية الشهيرة والمشروب الأشهر عادا إلى الأسواق العربية..أما الزوجان فما عادا ولا عادت صورتهما! ...والمقاطعة وضحيتها الجديدة فيلم زياد دويري ولمناسبة الحديث عن مكتب مقاطعة إسرائيل فوجئ عدد من المعنيين بالسينما العربية بوجود هذا بعد ان كان كثر قد اعتقدوا انه اقفل أبوابه إذ لم يعد يذكره أحد منذ زمن طويل. وكانت المفاجأة لمناسبة استحضار السلطات الرقابية اللبنانية هذا المكتب من عالم الغيب لتحميله مسؤولية منع عرض فيلم «الصدمة» للمخرج اللبناني زياد دويري بحجة انه صوّر في فلسطينالمحتلة وأن دويري «تسلل» الى هناك بجواز سفره الأميركي ليحقق فيلمه- وهذا التسلل ممنوع حتى وإن كانت شاشات التلفزات العربية تزخر بالشخصيات الإسرائيلية التي تتسلل يومياً الى المشاهدين العرب وعقولهم-. وبالنسبة الى هذه السلطات لا يحق لعربي ان يتسلل الى الداخل الفلسطيني حتى ولو حقق عملاً ضد إسرائيل. ذكّر هذا القرار بكاتب مصري اسمه إبراهيم عزت تسلل إلى داخل إسرائيل أواسط خمسينات القرن العشرين بجواز سفر أرجنتيني ليعود بكتاب عنوانه «كنت في إسرائيل». يومها اعتبر الصحافي بطلاً والكتاب مأثرة! مهما يكن من أمر نعرف ان فيلم دويري بيع لنحو خمسين بلداً حتى الآن وسيبدأ عرضه في باريس بعد ايام ومنذ الآن احتفى النقد الفرنسي بسينمائيته واعتبره فاضحاً لإسرائيل سياسياً... وفي كان بدأ بعض النقاد العرب يدعون الى توقيع عريضة تشجب منع الفيلم في لبنان وبلدان عربية أخرى...من دون أن ننسى أن قراصنة الأفلام الممنوعة بخاصة يستعدون منذ الآن لإغراق الأسواق العربية بعشرات الألوف من نسخ الفيلم الذي سيدخل كل بيت عربي بفضل منعه ما يدفع إلى التساؤل عما إذا لم يكن ثمة رابط خفي بين المانعين والقراصنة؟ جين كامبيون في «كان» على اكثر من موجة بعد عشرة أعوام تقريباً من فوزها الكبير، ولو مشاركة، بالسعفة الذهبية في مهرجان «كان» عن فيلمها البديع «البيانو»، ها هي المخرجة النيوزيلاندية جين كامبيون تعود هذا العام إنما من دون فيلم جديد...بل بالأحرى مع بعض المقاطع من مسلسل تعده لقناة «بي بي سي» الإنكليزية بعنوان «قمة البحيرة» هو عبارة عن حلقات بوليسية - سياحية تدور أحداثها في بعض مناطق نيوزيلاندا... غير ان هذا ليس كل شيء، فجين كامبيون تتولى في الوقت نفسه رئاسة تحكيم مسابقة الفيلم القصير الرسمية كما ترأس التظاهرة المسماة «سينيفونداسيون». وهي من المفروض ان تكون تلقت مساء امس جائزة «الكروسة الذهبية»، ما سيشكل مناسبة لإجراء حوار طويل معها في حضور جمهور محدود العدد سوف ينشر لاحقاً في احد اعداد مجلة «بوزيتيف» السيمائية الفرنسية. ويجري الحوار الناقد ميشال سيمان المعروف بإشرافه على «بوزيتيف» منذ سنوات وبكتبه المرجعية التي اصدرها خلال ربع القرن الأخير عن كبار السينمائيين الأميركيين وغير الأميركيين من امثال ستانلي كيوبريك وجون بورمان وايليا كازان وفرانشيسكو روزي. كيم نوفاك: فاتنة هتشكوك في مرمى الصحافة الفرنسية على عكس ما كان متوقعاً، لا يبدو ان الصحافة الفرنسية ترحب كثيراً بحضور فاتنة هوليوود السابقة ونجمة ألفريد هتشكوك المفضلة، كيم نوفاك (80 سنة) دورة هذا العام لمهرجان «كان» والسبب بسيط: فبطلة فيلم «فرتيغو» الرائعة والتي دعيت الى الدورة الكانية لحضور العرض التذكاري الخاص الذي يقيمه المهرجان لهذا الفيلم بعد شهور قليلة من اختيار مئات النقاد الذين استفتتهم مجلة «سايت إند صاوند» له بوصفه افضل فيلم في تاريخ الفن السابع. كانت قد أبدت قبل فترة استهجانها حين اكتشفت خلال احتفالات الأوسكار في العام الفائت ان الفيلم الفرنسي الذي نال الأوسكار «الفنان»، قد استخدم بعض المقاطع من موسيقى فيلم «فرتيغو» نفسه! يومها صرخت كيم مشمئزة «ياللفضيحة!». ومنذ تلك اللحظة لم تتوقف الصحافة الفرنسية عن الغمز من طرف بطلة «فرتيغو» و»قبلني أيها الأحمق» لبيلي وايلدر وعشرات الأفلام الأخرى التي جعلت منها في الخمسينات والستينات إحدى أكثر نجمات هوليوود شعبية. وانطلاقاً من هذا، من الواضح ان الفرنسيين شعروا بشيء من الحساسية إزاء استهجان كيم ويريدون أن يردوا لها اليوم الصاع صاعين.