اتهمت الخرطوم دولة جنوب السودان بالاستمرار في إيواء ودعم تحالف متمردي «الجبهة الثورية» بالمال والسلاح لتوسيع نشاطهم في ولايات دارفور وكردفان، في خطوة تعيد أجواء التوتر بين البلدين، فيما اعترف جهاز الأمن بأن القائد العسكري للمتمردين عبدالعزيز الحلو لا يزال حياً خلافاً لما أعلنه مسؤولون كبار عن مقتله. وأكد جهاز الأمن السوداني في بيان أن جوبا «دعمت المتمردين ضد الخرطوم عقب اتفاق التعاون بين البلدين في آذار (مارس) الماضي بأعداد من سيارات الدفع الرباعي سلمت أخيراً إلى حركة تحرير السودان فصيل مني اركوي مناوي في دارفور ومتمردي الحركة الشعبية - الشمال في كردفان»، مشيراً إلى أنه «يجري تسليم أعداد أخرى من السيارات إلى حركة العدل والمساواة في دارفور». وأفاد بأن الدعم «شمل توفير كميات من الأسلحة والذخائر واستمرار عمليات التدريب في قواعد براجا وطمبرة ومناطق نيم وفارينق في ولاية الوحدة في جنوب السودان في مسعى إلى تكوين قوة أخرى والدفع بها إلى داخل السودان كما تم مع القوات التي هاجمت مناطق أم روابة وأبوكرشولا» قبل أكثر من أسبوعين. وذكر أن الدعم «شمل أيضاً توفير الوقود وفتح مستشفيات عسكرية داخل الجنوب لاستقبال جرحى المتمردين السودانيين». واتهم حكومة جنوب السودان ب «استخراج وثائق سفر لعدد من جرحى حركات التمرد ممن تم إجلاؤهم من ولاية جنوب كردفان ونقلهم إلى مستشفيات في بعض الدول الأفريقية، إضافة إلى تخصيص منازل في بعض أحياء جوبا لاستضافة قادة ميدانيين وعسكريين من حركات دارفور ومتمردي الشمال». وأشار إلى أن «حكومة الجنوب وفرت أموالاً لمقابلة قوات عبدالعزيز الحلو وقوات مني اركوي مناوي إلى جانب سماح سلطات جنوب السودان لقادة المتمردين السودانيين بالتحرك والتواجد في منطقة الجاو على الحدود بين ولاية الوحدة الجنوبية وولاية جنوب كردفان لتتحرك قيادات التمرد بين مناطق بانتيو وربكونا وفارينق وفنجق ونيم». واتهم مسؤول الاستخبارات في جيش الجنوب الفريق ماج بول بالإشراف على عمليات إمداد قوات «الحركة الشعبية - الشمال» بالأسلحة والذخائر عبر منطقة الجاو الواقعة على الحدود بين ولايتي الوحدة وجنوب كردفان، إلى جانب قاعدة ديدا للنازحين «التي تستخدم أيضاً لإيصال الدعم إلى متمردي الشمال باعتباره دعم للجبهة الثورية» من أبناء النوبة في الخارج». ودعا الجهاز حكومة الجنوب إلى «الكف عن التورط في دعم المتمردين السودانيين باعتبار أنه يهدد سير تنفيذ جميع اتفاقات التعاون المشترك بين الخرطوموجوبا ويعيد الدولتين إلى مربع الحرب»، مشيراً إلى أن الخرطوم سبق أن لفتت نظر جوبا مراراً إلى «خروقاتها بدعم المتمردين مع تأكيدها على التزام السودان بتنفيذ التزاماته». في السياق ذاته، قالت إدارة الإعلام في جهاز الأمن السوداني إن القائد العسكري لمتمردي «الجبهة الثورية» عبدالعزيز الحلو لم يُقتل خلافاً لتقارير تحدثت في الأيام الماضية عن مقتله ومواراة جثمانه الثرى في مدينة واو ثاني كبرى مدن جنوب السودان. وأكد الجهاز أن الحلو «يدير أعمال القتل والنهب في ولاية جنوب كردفان مستهدفاً المدنيين وممتلكاتهم ويشرف على المحاكمات الميدانية في بعض المناطق، لكنه محاصر حالياً». وأضاف أن «السلطات تعلم موقع الحلو وتتعامل معه باعتباره إرهابياً ارتكب جرائم ضد المدنيين وتورط في أعمال للقتل والسلب مما يجعله مطلوباً للعدالة». ومن المنتظر أن تعقد دولتا السودان وجنوب السودان اليوم اجتماعاً مهماً للجنة الخاصة بالتحقق من عدم إيواء ودعم إحداهما لمتمردي الأخرى. ويعد هذا أحد أبرز الملفات الأمنية المشمولة بمذكرة التفاهم المبرمة بين البلدين في شباط (فبراير) من العام الماضي.