لندن، إسطنبول، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - تبادل المقاتلون الأكراد وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الهجمات في عين العرب (كوباني) أمس، وأكد قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال لويد أوستن أن العمليات العسكرية ضد التنظيم تحقق «الفعالية المرغوبة»، لافتاً إلى أن الطيران السوري على الحياد ولا يعرقل مهمات مقاتلات التحالف الدولي- العربي. وتحدثت معلومات أمس عن تجهيز «الدولة الاسلامية» ثلاثة طائرات ستحمل شعارها لتكون عماداً لسلاح الجو في الدولة (...) وتأهيل طياريها على قيادة المقاتلات على أيدي مدربين عراقيين، من جيش صدام حسين، في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في سورية. (للمزيد) وأكد أوستن في ايجاز صحافي أن الطيران السوري «لا يعرقل مهمات التحالف ومسار الضربات في سورية»، مع تأكيده أن التركيز الاستراتيجي للعملية حالياً هو العراق، في حين أن «الجهود في سورية هي لضمان أمن العراق»، لافتاً إلى أن «داعش» فتح المعركة في عين العرب بهدف «تحويل المعركة عن العراق». وأكد أوستن وجود «مؤشرات مشجعة» من عين العرب حيث تمكن المقاتلون الأكراد من الصمود واستعادة مواقع كانوا خسروها، لكنه لم يغلق الباب أمام احتمال سقوط المدينة. وقال إن الضربات الجوية «تلاقي الفعالية المرغوبة» وإن العمليات العسكرية ستكون «طويلة وتحتاج إلى صبر استراتيجي»، لافتاً إلى أنه ستكون هناك «عثرات أحياناً إنما ما خرجنا لتحقيقه سيتم في نهاية المطاف». وقال إن الضربات الجوية وعمليات التحالف ضربت قدرة «القيادة في داعش على التواصل والتنسيق والتحرك في مواكب كبيرة». واستبعد أوستن إقامة منطقة عازلة شمال سورية، مؤكداً أن التركيز هو على تدريب وتجهيز «وحدات من الجيش الحر التي سنعتمد عليها كما مع الجيش العراقي» على الأرض، واعتبر أن هذه العملية ستأخذ وقتاً وسيتم فحص وتدقيق هذه العناصر لضمان نجاحها. في إسطنبول، شدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو امس على الطابع «المحض إنساني» للمنطقة العازلة التي ترغب أنقرة في اقامتها في شمال سورية لحماية اللاجئين الهاربين من الحرب. وقال ان «هذه المناطق الامنية تمكن اقامتها في مناطق تشهد تدفقاً كبيراً للاجئين (...) إنها مناطق أمنية إنسانية وليس عسكرية». في موازاة ذلك، أكدت مصادر أميركية عسكرية ل «الحياة» أن المحادثات مع تركيا لاستخدام قواعدها في العمليات «تحقق تقدماً كبيراً»، كما توقعت زيادة في الضربات في العراق وتحديداً الأنبار نتيجة تحسن الطقس بعد العاصفة الرملية في الأيام الأخيرة. وحض أوستن، الحكومة العراقية على «تطويع القبائل في الأنبار» غرب العراق، كما جرى في «استراتيجية الصحوات» من قبل، مؤكداً أن هذه المحافظة «محل تنازع» حالياً علماً أن الجيش العراقي «عزز مواقعه» هناك. وقال: «ليس هناك تهديد للمطار في بغداد في هذه اللحظة». إلى ذلك، أفاد الكولونيل باتريك رايدر الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية بأن لا علم له بأي طلعات جوية «في سورية أو غيرها» بعدما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عناصر «داعش» يتلقون تدريباً على قيادة ثلاث طائرات مقاتلة استولوا عليها. وقال «المرصد» في بيان إن تنظيم «الدولة الإسلامية» اصبح «يملك ثلاث طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد انها من نوع ميغ-21 وميغ-23». واضاف: «يشرف ضباط عراقيون من الجيش العراقي (الذي تم حله) وهم عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية على تدريب المزيد من عناصر التنظيم أصحاب الخبرات على قيادة هذه الطائرات من خلال دورات تدريبية» في مطار عسكري شمال سورية. وكانت عين العرب شهدت أمس هجمات متبادلة بين المقاتلين الاكراد وعناصر «داعش» الذين يحاولون منذ اكثر من شهر السيطرة عليها. وافاد «المرصد» ان التنظيم «نفذ هجوماً بعد منتصف ليلة الخميس- الجمعة على نقاط سيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية قبل يومين، حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الأولى»، في وقت نفّذ المقاتلون الاكراد «هجوماً على نقطة تمركز لتنظيم الدولة الاسلامية عند طريق حلب في جنوب غربي مدينة عين العرب حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لتتحول بعدها اشتباكات متقطعة».