قتل حوالى 50 من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في آخر جولة من المعارك مع الأكراد وغارات التحالف الدولي - العربي على مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بريد إلكتروني أن «ما لا يقل عن 50 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية لقوا مصرعهم نتيجة ضربات التحالف العربي - الدولي (...) وخلال الاشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي والكتائب المقاتلة». وهذه من أكبر خسائر «داعش» الذي يحاول الاستيلاء على عين العرب منذ ثلاثة أشهر، كما قال «المرصد» الذي أشار إلى حصول «معارك عنيفة بين عناصر التنظيم والمقاتلين الأكراد في المدينة، شملت للمرة الأولى منطقة المعبر التي تصل المدينة الكردية بتركيا، حيث وقعت ثلاثة تفجيرات انتحارية نفذها عناصر ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية». وقال مسؤولون محليون أكراد و «المرصد السوري» إن الانتحاريين عبروا من الجانب التركي للحدود، لكن أنقرة التي أكدت وقوع هجمات عند المعبر من الجهة السورية نفت أن يكون هؤلاء اجتازوا الحدود من أراضيها. ورأى مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن «الجهاديين أرادوا مفاجأة المقاتلين الأكراد، إلا أنهم فشلوا في ذلك»، حيث إنهم لم ينجحوا في السيطرة على المعبر إثر الاشتباكات العنيفة التي أعقبت الهجمات الانتحارية. وقالت مصادر كردية إن القوات المشتركة تسيطر في شكل تام على المعبر الحدودي مع تركيا، «إذ فرّ عناصر تنظيم داعش إلى داخل الأراضي التركية بعد المقاومة البطولية التي أبداها المقاتلون في المعبر». وأضاف أن حرس الحدود التركي انتشر صباح أمس على الحدود مع عين العرب بعد اشتباكات أول من أمس. إلى ذلك، أضافت المصادر أن القوات الكردية حررت حي بوطان الغربي من عين العرب على طريق حلب جنوبالمدينة، وألحقت خسائر كبيرة ب «داعش» إثر تنفيذ عمليات نوعية نفذها المقاتلون في الجبهات الثلاث، الغربية والجنوبية والشرقية، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من عناصر تنظيم «داعش». وكان تنظيم «الدولة» قصف مدينة كوباني بأكثر من مئة قذيفة هاون استهدفت المعبر الحدودي وحي كانيا مشدة وشارعي المحطة والتلل دمرت منازل ومحال لمدنيين. البيشمركة ونقلت مصادر كردية عن نائب رئيس «حزب التنمية والعدالة» التركي ياسين أكتاي قوله إن تركيا «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام خطر تنظيم داعش على كردستان»، لافتاً إلى أن أنقرة «تدرس إمكانية إرسال أسلحة ثقيلة إلى إقليم كردستان، من أجل درء خطر تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن تركيا لديها مخاوف من وقوع تلك الأسلحة بيد الجهة الخاطئة». وزاد أن بلاده «اتفقت على إرسال مدربين ومستشارين عسكريين إلى إقليم كردستان، من أجل تقديم الدعم اللوجيستي والفني لقوات البيشمركة الكردية، في مواجهة مسلحي تنظيم داعش». وبدأ «داعش» زحفه على عين العرب في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي وتمكن من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في محيطها، وصولاً إلى دخولها في السادس من تشرين الأول (أكتوبر) واحتلال أكثر من نصف المدينة التي تتراوح مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع. إلا أن تدخل الطيران التابع للائتلاف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، ودخول مقاتلين من الجيش الحر وقوات البيشمركة العراقية إلى المدينة للمساندة، أوقفا تقدم التنظيم الجهادي المتطرف. وتشن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها منذ 23 تشرين الأول، غارات على مواقع التنظيم. ووفق «المرصد» قتل في غارات التحالف منذ بدئها وحتى منتصف ليل الجمعة الماضي، 963 شخصاً هم 838 من عناصر «داعش»، و72 من مقاتلي «جبهة النصرة» و52 مدنياً، ومقاتل إسلامي آخر. وأفاد مصدر تركي أمس بأن مقاتلات التحالف شنت غارات جديدة صباح أمس على مواقع «داعش» في محيط قرية ترميك وحي كانيا عربان، بعدما شنت أول من أمس أكثر من عشر غارات على «داعش» دمرت دبابتين وعدداً من آلياته الحربية.