يتقدم تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الى مركز مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية وقرب حدود تركيا بهدف محاصرة المقاتلين الاكراد، على رغم المقاومة الشرسة و «العمليات النوعية» ل «وحدات حماية الشعب الكردي» والضربات الجوية للتحالف الدولي - العربي. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» شنّوا هجوماً «كبيرا» من جهة الجنوب عند منتصف الليل في محاولة لبلوغ وسط المدينة، إلا ان المقاتلين الاكراد نجحوا في صدهم. وأضاف ان الهجوم تخللته اشتباكات عنيفة دامت «نحو ساعة ونصف ساعة بين المسلحين المتطرفين ومقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية الذين يستميتون منذ اكثر من ثلاثة اسابيع في دفاعهم عن المدينة الواقعة في محافظة حلب والحدودية مع تركيا. وتابع: «هناك محاولات متواصلة من جانب تنظيم الدولة الاسلامية للتقدم نحو وسط المدينة». وتشن في مقابل ذلك مجموعات من «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقاتل للدفاع عن المدينة «عمليات نوعية تشمل عمليات تسلل في شرق عين العرب لقتل عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية والعودة الى مواقعها بعد ذلك»، على ما اعلن «المرصد». ووقع الهجوم في جنوبالمدينة بعيد سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» اول امس على «المربع الامني» للمقاتلين الاكراد في شمال عين العرب والذي يضم مباني ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية. وبات مقاتلو هذا التنظيم المتطرف يسيطرون على نحو 40 في المئة من المدينة التي تبلغ مساحتها ستة الى سبعة كيلومترات مربعة وتحيط بها 356 قرية، ذلك بعد استحواذهم على شرقها وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب نحو وسطها. ورأى عبدالرحمن ان «السيطرة على المربع الامني تتيح لعناصر تنظيم الدولة الاسلامية التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا الى الشمال من المدينة»، مشيراً الى ان السيطرة على المعبر «تعني محاصرتهم المقاتلين الاكراد في عين العرب» من الجهات الاربع. وقال مدير اذاعة «آرتا اف.ام» الكردية مصطفى عبدي في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»: «نسمع اصوات اشتباكات لا تتوقف». وشدد على ان «لا احد من المقاتلين ملزم بالبقاء، لكن الجميع لا يزالون هنا، وقد قرروا الدفاع عن المدينة حتى آخر طلقة». ومنذ بدء الهجوم على عين العرب في 16 ايلول (سبتمبر) الماضي، قتل اكثر من 500 مقاتل في اشتباكات في المدينة التي اصبحت رمزاً لمحاربة تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يسيطر على مناطق واسعة من سورية والعراق المجاور، وفق ارقام «المرصد». وقتل في عين العرب الجمعة 21 مقاتلاً من تنظيم «الدولة الاسلامية» وثمانية مقاتلين اكراد، فيما قتل 16 من التنظيم المتطرف في غارات التحالف الدولي - العربي على مواقعه في محافظتي الرقة (شمال شرق) وحلب في شمال سورية، وفقاً ل «المرصد». ونفذت مقاتلات التحالف بعيد منتصف ليل اول امس غارتين جديدتين على مواقع «الدولة الاسلامية» في شرق المدينةوجنوبها. ويشعر المدافعون الاكراد عن المدينة بالإحباط في ظل تناقص ذخيرتهم، مطالبين بتكثيف الغارات التي تنفذها قوات التحالف على مواقع التنظيم المتطرف والتي لم تفلح في وقف تقدم الجهاديين. وفي هذا السياق، يعقد القادة العسكريون في الدول المشاركة في التحالف الدولي، وعددها 21، اجتماعاً في واشنطن الاسبوع المقبل، في وقت اعربت الولاياتالمتحدة عن خشيتها من وقوع اعتداءات في العالم ضد المصالح الغربية رداً على العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» في سورية والعراق. ويقدم الجنرال لويد اوستن قائد القيادة الوسطى تقريراً حول الضربات بصفته المشرف على الحملة الجوية. وحض زعيم اكبر حزب كردي في سورية، تركيا على السماح بمرور اسلحة الى كوباني، مؤكداً انها لا تشكل «تهديداً لها». وقال صالح مسلم رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي»، في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»: «نحن بحاجة ماسة الى مساعدة تركيا»، مضيفاً: «سيكون امراً جيداً لو تفتح تركيا حدودها بأسرع وقت ممكن لمرور الاسلحة الى المدافعين عن كوباني». لكنه رفض قطعاً في مقابلة مع قناة «الميادين» دخول الجيش التركي الى عين العرب معتبراً ذلك «احتلالاً».