اصطدمت المفاوضات بين قطبي أكراد سورية مرة جديدة بملفي تشكيل قوة عسكرية موحدة والإدارة الذاتية، في وقت أيد برلمان كردستان العراق الإدارات الذاتية التي كان أعلنها «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم. وقال أحد نواب كردستان العراق أمس إن البرلمان قرر بالغالبية أنه «يؤيد إرادة الشعب الكردي في سورية في إدارة المقاطعات الكردستانية بأي شكل من الأشكال، وعلى الحكومة (في إقليم كردستان) أن تتعامل معها رسمياً». وكان «الاتحاد الديموقراطي» أعلن قبل أشهر عن تشكيل إدارات ذاتية في ثلاث مناطق شمال سورية وشمالها الشرقي، تشمل الجزيرة شرقاً وعفرين شمالاً وعين العرب (كوباني) التي تشهد مواجهات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منذ شهر. وتابع بيان برلمان كردستان أن حكومة الإقليم «ستقدم المساعدات والدعم المالي اللازم إليهم قدر المستطاع ويجب على الأطراف المعنية تنفيذ هذه القرارات» مع وجوب «ألا يعمل بنص أي قرار مناقض لهذه القرارات». تزامن هذا مع المفاوضات الجارية بين «المجلس الوطني الكردي» و «حركة المجتمع الديموقراطي» قطبي الأكراد في سورية، في شمال العراق بمبادرة من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وقالت مصادر إن الخلافات مستمرة إزاء تشكيل قوة عسكرية موحدة والموقف من الإدارات الذاتية، ذلك أن «الديموقراطي الكردي» يدعو إلى «التعامل مع المكتسبات التي تحققت في غرب كردستان التي تفرض شروطها بنفسها ذلك أن الإدارة الذاتية واقع لا يمكن تجاوزه وبابها مفتوح لكل من يريد لعب دور في غرب كردستان من خلالها». وقال أحد قادة الحزب إن «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقاتل «داعش» في عين العرب «قوة عسكرية منظمة وبابها مفتوح لمن يود الانضمام إلى صفوفها»، رافضاً تأسيس أي قوة عسكرية. كان لافتاً أن الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» ريدور خليل زار أمس مكاتب «الحزب الديموقراطي الكردستاني» في مدينة القامشلي شمال شرقي سورية، في مبادرة إلى بدء تطبيع بين الطرفين المتخاصمين.