ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، يسعى إلى عقد قمة طارئة في لندن تهدف إلى إيجاد حل للصراع المتصاعد في سورية. وقالت الصحيفة إن كاميرون يأمل في استخدام اللقاءين اللذين سيعقدهما مع الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، و الأميركي، باراك أوباما، لتمهيد الطريق أمام لندن لاستضافة قمة يحضرها جميع اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية. ومن المقرر أن يجري كاميرون اليوم محادثات مع بوتين في مقر إقامة الأخير في سوتشي، قبل أن يتوجه إلى واشنطن للقاء أوباما الاثنين المقبل. وأضافت الصحيفة أن مصدراً بارزاً في مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت) استبعد الاقتراحات بأن "كاميرون يمارس دور الوسيط خلال زيارتيه إلى روسيا والولايات المتحدة، كما فعلت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت ثاتشر، خلال الحرب الباردة". ونسبت الصحيفة إلى المصدر قوله "إن التوقيت الدقيق لزيارتي كاميرون إلى سوتشي وواشنطن جاء من قبيل الصدفة لكنه مفيد جداً، ونحن مهتمون في السعي إلى عقد مؤتمر حول سورية في لندن وهذا ما سيناقشه رئيس الوزراء (كاميرون) مع بوتين". وأشارت الصحيفة إلى أن داوننغ ستريت جدد تأكيد موقف كاميرون من أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية ضد قوات المتمردين، وهو ما يتناقض مع تصريحات كارلا ديل بونتي، عضو لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في سورية، بأن قوات المتمردين قد تكون استخدمت أسلحة كيميائية. ونقلت عن متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني قوله "تقديرنا يرجح جداً احتمال أن يكون النظام في سورية استخدم الأسلحة الكيميائية". وكان كاميرون أعلن "أن هناك أدلة محدودة ولكن مقنعة على أن النظام السوري استخدم ولا يزال الأسلحة الكيميائية بما في ذلك غاز السارين، وسيقوم بزيارة إلى روسيا لمناقشة الملف السوري مع الرئيس بوتين". وقال رئيس الوزراء البريطاني في جلسته البرلمانية الأسبوعية الأربعاء الماضي "إن مساحة الشكوك حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية تستمر في التآكل، وسنواصل من جهتنا اتخاذ الإجراءات على جميع الجبهات، والعمل مع حلفائنا، ودعم المعارضة السورية، والضغط من أجل حل سياسي للأزمة في سورية". وقالت "ديلي تلغراف" إن زيارة كاميرون إلى روسيا "تأتي في أعقاب تلميحات عن استعدادها للتضحية بدعمها الطويل الأمد للرئيس بشار الأسد من أجل تجنب المزيد من إراقة الدماء في سورية".