اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري امس أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يشارك في حكومة انتقالية سورية مزمعة، في وقت أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيستقبل الاثنين المقبل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون لبحث الوضع في سورية وقمة مجموعة الثماني التي تعقد الشهر المقبل في إرلندا. وصرح كيري قبل محادثات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في روما أن كل الأطراف يعمل «لتشكيل حكومة انتقالية بالتفاهم بين الطرفين، وهذا يعني في رأينا أن الأسد لن يكون مشاركاً في هذه الحكومة الانتقالية». وقال كيري إن الاستعدادات مستمرة لعقد مؤتمر دولي لمحاولة إيجاد حل للأزمة، وإنه تحدث إلى وزراء خارجية معظم الدول المعنية «وهناك رد إيجابي جداً ورغبة قوية جداً في التحرك باتجاه هذا المؤتمر لمحاولة إيجاد حل سياسي أو على الأقل استنفاد كل الإمكانات للوصول إلى ذلك». وأضاف كيري أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أشرك في القضية أيضاً «وسنسير قدماً بشكل مباشر جداً جداً للعمل مع كل الأطراف وتنظيم هذا المؤتمر». وأكد أن هذا المؤتمر يمكن أن يعقد بحلول نهاية أيار (مايو) وربما في جنيف. وأوضح أن السفير الأميركي في سورية روبرت فورد التقى في الوقت نفسه المعارضة السورية. وكشف كيري رسمياً عن مساعدة أميركية إنسانية إضافية بقيمة مئة مليون دولار للاجئين السوريين، يخصص نصفها لمساعدة الأردن على استضافة اللاجئين منذ اندلاع النزاع قبل 26 شهراً. وصرح جودة أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن يمكن أن يشكل 40 في المئة من سكان المملكة منتصف العام المقبل. وقال في بداية لقائه مع كيري «حالياً يشكل اللاجئون السوريون 10 في المئة من سكاننا لكن بالوتيرة الحالية سيرتفع الرقم إلى ما بين 20 و25 بالمئة في نهاية العام وحوالى 40 بالمئة بحلول منتصف 2014». وأضاف «ليس هناك أي بلد يستطيع مواجهة هذا العدد الذي ذكرته من اللاجئين»، معبراً عن شكر الأردن للمساعدة من قبل الأسرة الدولية. وفي واشنطن قال بيان للبيت الأبيض إن «زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إلى واشنطن الاثنين المقبل تؤكد العلاقات الخاصة بين الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وهي علاقة جوهرية من أجل أمننا وازدهارنا». وأضاف أنه بالإضافة إلى سورية ومجموعة الثماني فإن الزعيمين سيبحثان ملف التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين وسيتناولان أيضاً إجراءات مكافحة الإرهاب. ومن المقرر أن يتوجه كامرون إلى روسيا اليوم للقاء الرئيس فلاديمير بوتين في سوتشي والبحث معه في الملف السوري. وقال أمام مجلس العموم في لندن الأربعاء «ثمة حاجة ماسة للبدء بتفاوض يستحق هذا الاسم لفرض انتقال سياسي (في سورية) وإنهاء هذا النزاع. سأتوجه إلى سوتشي (جنوبروسيا) الجمعة للقاء الرئيس بوتين للبحث في هذه المسألة». واستبقت لندن المحادثات امس بإعلان انه من «المرجح بشدة» أن تكون الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية لكنها ذكرت أنه «ليس لديها أدلة حتى الآن» على أن مقاتلي المعارضة استخدموا هذا النوع من الأسلحة. ولدى سؤاله عن تقارير أفادت بأن مقاتلي المعارضة استخدموا غاز السارين المحرم قال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني «تقييمنا هو أن من المرجح بشدة أن يكون النظام بدأ استخدام الأسلحة الكيماوية. ليست لدينا أدلة حتى الآن على استخدام المعارضة لها». وكان أوباما أجرى الأربعاء اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بعد أيام من غارات إسرائيلية على ضواحي دمشق. وأوضح البيت الأبيض في بيان مقتضب أن أوباما تحدث مع نتانياهو الموجود في الصين وبحث معه «مسائل الأمن الإقليمي والسلام» في الشرق الأوسط. ورفض المسؤولون الأميركيون التعليق على الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف بالقرب من دمشق الجمعة والأحد. ولكن أوباما اعتبر السبت أن لإسرائيل الحق في حماية نفسها من نقل أسلحة سورية إلى «حزب الله» اللبناني.