نيودلهي – رويترز، أ ف ب، يو بي آي - توعدت حركة «طالبان باكستان»، استناداً إلى رسالة منسوبة إلى زعيمها حكيم الله محسود ومؤرخة في الأول من الشهر الجاري، بشن هجمات انتحارية في يوم الانتخابات العامة المقررة غداً السبت، في محاولة لتعطيلها، في وقت أكد الجيش انه سيدفع ب 300 ألف جندي إلى مراكز الاقتراع والفرز لمنع هجمات الحركة، من دون أن يمنع ذلك رئيس لجنة الانتخابات من إبداء عدم رضاه عن الخطة الأمنية للجيش. ومنذ إطلاق الحملة الانتخابية في 11 نيسان (ابريل) الماضي، قتلت «طالبان باكستان» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» اكثر من مئة شخص في هجمات استهدفت مرشحين ومهرجانات انتخابية لأحزاب ذات توجه علماني خصوصاً، ما منع أحزاباً رئيسة في الائتلاف الحاكم، وعلى رأسها «حزب الشعب» من تنظيم مؤتمرات انتخابية كبيرة، واعتمدوا على الدعاية الانتخابية من منزل إلى منزل، أو عقد اجتماعات صغيرة في منازل أو شوارع. وحدد محسود الخطوط العريضة لهجمات تتضمن تفجيرات انتحارية في الأقاليم الأربعة للبلاد، وقال: «لا نقبل نظام الكفرة الذي يسمى ديموقراطية». وغداة توقف الحملة قليلاً إثر سقوط زعيم «حركة الإنصاف» نجم الكريكت السابق عمران خان من مصعدٍ خلال رفعه إلى منصة خلال مهرجان انتخابي في لاهور، ما عرّضه لإصابات في الرأس والكتف وفقرات الظهر، استأنفت القوافل الانتخابية طريقها في اليوم الأخير من الحملة. وما زالت الاستطلاعات تتوقع فوز زعيم حزب «الرابطة الاسلامية» نواز شريف بالاقتراع، نظراً إلى الدعم التاريخي الذي يتمتع به في إقليم البنجاب، حيث توجد أكثر من نصف الدوائر الانتخابية في البلاد. لكن صعود عمران خان الذي يجذب ناخبي وسط اليمين من نواز شريف في البنجاب، الشبان والطبقة المتوسطة التي تبحث عن تغيير، غيّر التوقعات وأفسح في المجال أمام سباقات «ثلاثية» مع «حزب الشعب» الحاكم الموالي للغرب، والذي اتهم خصومه بجرّ البلاد إلى أسوأ أزمة للطاقة في تاريخها، أملاً بالإفادة من أصوات المعارضين والبقاء في السلطة. خطف نجل جيلاني وخطف مسلحون أمس علي حيدر، نجل رئيس الوزراء السابق يوسف رضا جيلاني المؤيد ل «حزب الشعب» لدى توجهه إلى تجمع انتخابي في مدينة ملتان، وذلك بعدما قتلوا سكرتيره وحارسه. وأفاد شهود بأن المهاجمين سعوا إلى خطف رئيس الوزراء السابق الذي حضر المهرجان الانتخابي لنجله، لكن حراسه نجحوا في حمايته بعدما سقط عدد منهم في اشتباك مع المسلحين. وهدد شقيق حيدر علي جيلاني بتعطيل الانتخابات في ملتان إذا لم يطلق شقيقه في موعد اقصاه ليل اليوم، فيما طالب وزير الخارجية السابق محمد شاه قرشي المعارض ل «حزب الشعب» الباكستاني لجنة الانتخابات بأخذ موقف من تهديدات عائلة جيلاني بوقف الانتخابات العامة في المدينة، في وقت تتوقع الاستطلاعات هزيمة مرشحي «حزب الشعب» في كل المحافظات. وفي إقليم بلوشستان (جنوب غرب)، قتل شخصان على الأقل وجُرح 3 آخرون، في هجوم استهدف تجمعاً لمرشح من حزب «رابطة مسلمي باكستان» يدعى محمد أكبر أسكاني، والذي نجا من الاعتداء. في المقابل، لم يهاجم المتشددون حملات حزب شريف او عمران خان طوال الحملة الانتخابية. وتعهد شريف انهاء مشاركة بلاده في «الحرب الأميركية على الإرهاب»، في حال ترؤسه الحكومة مجدداً، وقال ل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي): «هذه الخطوة ضرورية لتحقيق السلام في باكستان وأماكن أخرى في العالم»، معلناً نيته العمل مع دول أخرى لإرساء سلام دائم في المنطقة. أما خان، فيؤيد إسقاط الطائرات الأميركية بلا طيار وسحب الجيش من مناطق البشتون المحاذية للحدود مع افغانستان. وكان لافتاً اصدار المحكمة العليا في بيشاور أمس أمراً باتخاذ الحكومة كل الإجراءات لوقف الغارات الأميركية على مناطق القبائل «لأنها مخالفة للقانون الدولي وتنتهك حرمة أراضي باكستان وسيادتها». وطالبت المحكمة الحكومة إسلام آباد باتخاذ إجراءات قضائية ضد الولاياتالمتحدة، وفق ميثاق الأممالمتحدة. وكان تقرير أخير للأمم المتحدة وصف الغارات الأميركية على منطقة القبائل بأنها «خرق للقانون الدولي وأدت إلى قتل مدنيين أبرياء». وفاة باكستاني في الهند على صعيد آخر، اعلن مصدر طبي في الهند وفاة السجين باكستاني ثناء الله رنجاي الذي اعتدي عليه في زنزانته الاسبوع الماضي، متأثراً بجروحه. واعتدي على رنجاي، الذي نفذ حكماً بالسجن لإدانته في جريمة قتل بجامو (شمال)، انتقاماً لمقتل مدان هندي بالتجسس في باكستان والذي تعرّض أيضاً لاعتداء. وأعلن رئيس حكومة إقليم جامو وكشمير الهندي ذي الغالبية المسلمة، فتح تحقيق في وفاة رنجاي، التي وصفها بأنها «مؤسفة جداً». لكن مسؤولين باكستانيين أعلنوا أنهم لن يكتفوا بتحقيق هندي حول ما اعتبروه «إعداماً غير قضائي»، مطالبين بتحقيق دولي. وطالبت السفارة الباكستانية الحكومة الهندية بتسليم جثمان رنجاي وإعادته الى باكستان، علماً أن السفير الباكستاني في الهند سلمان بشير زار رنجاي دعا في المستشفى الإثنين نيودلهي الى اطلاق 47 سجيناً باكستانيا قال انهم نفذوا حكمهم. وتقول نيودلهي إن «535 سجيناً هندياً، بينهم 483 صياد سمك، يقبعون في سجون باكستان»، بينما يحتجز 272 باكستانياً وراء القضبان في الهند.