الرياض، إسلام آباد، لندن - أ ف ب، يو بي آي - تظاهر اكثر من أربعين ألف شخص في كراتشيجنوبباكستان أمس، احتجاجاً على أي مراجعة للقانون الذي يعاقب بالإعدام على التجديف، ودعماً لرجل الأمن مالك ممتاز حسين قادري الذي قتل الثلثاء الماضي سلمان تيسير، حاكم إقليم البنجاب وأحد ابرز الليبراليين في حزب الشعب الباكستاني الحاكم، الذي أراد تعديل هذا القانون. ونظمت أحزاب أصولية إسلامية تظاهرة كراتشي، العاصمة الاقتصادية لباكستان التي تضم حوالى 18 مليون شخص، علماً أن أقلية من المجتمع المدني تحتج على قانون الإساءة للإسلام بعد الحكم بالإعدام على المرأة المسيحية آسيا بيبي لإدانتها بهذه التهمة. على صعيد آخر، حذّر زعيم حزب «حركة العدالة الباكستاني» المعارض عمران خان من انهيار بلاده، إذا لم تغادر الولاياتالمتحدةأفغانستان، واعتبر أن استمرار الوجود الأميركي في هذا البلد يثير التطرف في باكستان. وكتب خان نجم المنتخب الباكستاني السابق في الكريكيت، في مقال نشرته صحيفة «اوبزيرفر» البريطانية إن «اغتيال حاكم إقليم البنجاب اظهر بوضوح انتشار التطرف في باكستان، وأن ما تشهده البلاد ليس مواجهة بين الديني والعلماني بل بين الطوائف الدينية المختلفة بسبب الحرب على الإرهاب». وزاد: «لم يتورط أي باكستاني باعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة. وانحصرت مشكلة التشدد الوحيدة التي عانينا منها بين الجماعات القبلية التي حاربت السوفيات أثناء احتلالهم لأفغانستان تحت فكرة الجهاد ضد الاحتلال الأجنبي. وحصل عنف طائفي، لكن أحداً لم يسمع بالانتحاريين سابقاً». وأشار خان إلى انه حين اختار الرئيس الباكستاني السابق الجنرال برويز مشرّف التحالف مع الأميركيين في «الحرب على الإرهاب» بعد 11 أيلول «ارتكب خطأ كبيراً حوّل بموجبه الجماعات الجهادية بين ليلة وضحايا من أنصار إلى أعداء، وبات الناس مستعدين لمحاربة الجيش الباكستاني بسبب تأييده للغزو الأميركي لأفغانستان، ثم ارتكب مشرّف خطأ ثانياً حين ارسل الجيش إلى مناطق القبائل، بدلاً من التعاون معها وجعلها تتمرد وتتحول إلى أعداء جدد. ثم جاءت الهجمات التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار لتقتل مزيداً من أبناء شعبنا، وتجعل معظم الباكستانيين ينظرون إلى الحرب على الإرهاب على أنها حرب على الإسلام، ما نشر التطرف والإرهاب في البلاد». وتابع: «صار مجتمعنا في باكستان أكثر تطرفاً لدرجة جعلته يعتبر انتقاد آلية تسيير قانون الإساءة للإسلام على أنه انتقاد للدين. واغتيال حاكم البنجاب لم يكن ليحصل لولا الحرب على الإرهاب». وأكد زعيم حزب «حركة العدالة الباكستاني» أن لا حل عسكرياً في أفغانستان بل الحوار فقط، و»المفارقة هي أن وقوفنا إلى جانب الأميركيين رفع مستويات العنف في باكستان، وأن الحرب على الإرهاب ساهمت في إضعاف الدولة. وصار لدينا حكومة تعتبر الأكثر فساداً في تاريخنا بفضل قانون المصالحة الوطنية الذي رعاه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عام 2007، وسمح بالعفو عن جميع المحتالين». وشدد خان على أن «الحرب على الإرهاب» تدمر باكستان، وتهدد بتحويلها إلى دولة نووية غير مستقرة إذا لم تغيّر استراتيجيتها، محذراً من أن استمرار الأميركيين في دفع باكستان إلى بذل مزيد من الجهد في مناطق القبائل سيجعل الوضع يسوء حتى انهيار باكستان. على صعيد آخر، يتوجه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي إلى إسلام آباد اليوم لإطلاق عدد من البرامج الإنسانية في باكستان. وأوضحت المنظمة أن البرامج الإنسانية مخصصة لمعالجة أضرار الفيضانات التي ضربت باكستان في تموز (يوليو) وآب (أغسطس) الماضيين. وتنفذ البرامج الإنسانية توجيهات الأمين العام للمنظمة وتوصيات الاجتماع الطارئ الذي عقدته المنظمة لشركائها في المجال الإنساني حول مأساة الفيضانات في إسلام آباد في آب الماضي، والذي كان أعلن عن تعهدات قيمتها 700 مليون دولار. مسؤولان هندي وباكستاني سيلتقيان الشهر المقبل نيودلهي – رويترز - أعلنت وزارة الخارجية الهندية أمس، احتمال لقاء وزيرة الدولة الهندية للشؤون الخارجية نيروباما راو وزير الدولة الباكستاني للشؤون الخارجية على هامش اجتماع اللجنة الدائمة لرابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي في مدينة ثيمفو عاصمة بوتان في 6 و7 شباط (فبراير) المقبل، في وقت تحاول الدولتان النوويتان تحقيق تقدم في عملية سلام مجمدة. وتدهورت العلاقات بين الجارين بعد الهجمات التي استهدفت مدينة مومباي الهندية نهاية عام 2008 وأسفرت عن قتل 166 شخصاً، وأدت الى تعطيل عملية سلام بدأت قبل اربع سنوات. وكان وزير الخارجية الهندي إس. إم. كريشنا اعلن الأسبوع الماضي انه يتوقع ان يزور وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الهند بحلول آذار (مارس) المقبل.