في تقرير سنوي يتهم بكين للمرة الاولى بمحاولة اختراق شبكات الكمبيوتر الدفاعية للولايات المتحدة قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) امس الاثنين إن الصين تستخدم التجسس للحصول على تكنولوجيات لتغذية برنامجها للتحديث العسكري الذي يسير بخطى سريعة. وفي تقرير الى الكونغرس عن التطورات العسكرية الصينية، أشار البنتاغون الى تقدم في مساعي بكين لتطوير طائرات ستيلث متقدمة التكنولوجيا وبناء اسطول من حاملات الطائرات لتوسيع نفوذها العسكري في اعالي البحار. وقال التقرير إن تنصت الصين على الشبكات الالكترونية يمثل "قلقا جديا" يشير الى تهديد أكبر لأن "المهارات المطلوبة لهذه الاختراقات مماثلة لتلك اللازمة لشن هجمات على شبكات الكمبيوتر". واضاف التقرير "ان الحكومة الاميركية مازالت مستهدفة باختراقات (الكترونية) يبدو ان بعضها يمكن ارجاعه بشكل مباشر الى الحكومة والقوات المسلحة الصينية"، مضيفا ان الغرض الاساسي للاختراقات هو الحصول على معلومات تعود بالفائدة على صناعات الدفاع والمخططين العسكريين وقادة الحكومة. وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع ان هذه هي المرة الاولى التي يشير فيها التقرير السنوي للبنتاغون الى استهداف شبكات الدفاع الاميركية، وعلى رغم المخاوف بشأن الاختراقات فإن مسؤولا كبيرا بوزارة الدفاع الاميركية قال ان القلق الاساسي يتعلق بافتقار الصين للشفافية بشأن نواياها العسكرية. ويأتي التقرير السنوي بشأن الصين، الذي بدأ الكونغرس يطلبه في عام 2000، وسط توترات جارية في شرق اسيا بسبب تعزيز الصين قواتها العسكرية وتأكيد مطالبها للسيادة على جزر وأراض متنازع عليها مع جيران من بينهم الفيليبين واليابان. وقالت بكين علنا ان انفاقها الدفاعي نما بوتيرة بلغت حوالى 10 بالمئة سنويا، مع حساب التضخم، على مدى الاعوام العشرة الماضية لكن مسؤولين بالبنتاغون قالوا ان الانفاق الفعلي لبكين من المعتقد انه أعلى من ذلك. وقال تقرير البنتاغون ان الصين أعلنت في اذار/ مارس زيادة مقدارها 10.7 بالمئة في انفاقها العسكري ليصل الى 114 بليون دولار. واضاف ان الرقم المعلن للانفاق العسكري لعام 2012 كان 106 بلايين دولار لكن الانفاق الفعلي ربما تراوح من 135 بليون الى 215 بليون دولار. والانفاق الدفاعي الاميركي أكبر من ضعفي ذلك الرقم إذ يبلغ أكثر من 500 بليون دولار. وأبرز التقرير مساعي الصين المستمرة للحصول على تكنولوجيا عسكرية متطورة لتغذية برنامجها لتحديث قواتها المسلحة. واشار الى قائمة من الاساليب المستخدمة بما في ذلك "انشطة التجسس الصناعي والتقني التي تدعمها الدولة لزيادة مستوى التكنولوجيات والخبرة المتاحة لدعم الابحاث العسكرية وعمليات التطوير والاستحواذ". وقال التقرير "تواصل الصين القيام بانشطة تهدف الى دعم المشتريات والتحديث العسكري... وتشمل هذه الانشطة التجسس الاقتصادي وسرقة الاسرار التجارية وانتهاكات قيود التصدير ونقل التكنولوجيا". واضاف التقرير انه في تشرين الاول/ اكتوبر 2012 إختبرت الصين ثاني مقاتلة ستيلث متطورة في عامين مما يبرز "طموحها المستمر لانتاج طائرة مقاتلة متطورة من الجيل الخامس". وقال إن من المتوقع ألا تحقق أي من المقاتلتين قدرات التشغيل الفعالة قبل 2018. وذكر التقرير ان العام الماضي شهد ايضا شروع الصين في بناء أول حاملة طائرات منتجة محليا. ولدى الصين حاليا حاملة طائرات اشترتها من الخارج وأجرت أول عمليات اقلاع وهبوط على متن تلك الحاملة في تشرين الثاني/ نوفمبر. وتكهن التقرير بان الصين ستستغرق ثلاث إلى اربع سنوات في التدريب ودمج حاملة الطائرات في اسطولها قبل ان يصبح لديها قدرات عمليات كاملة لحاملة طائرات.