أ ف ب - أكدت وزارة الدفاع الأميركية في تقرير أن تنامي القوة العسكرية للصين يتواصل بوتيرة ثابتة، من خلال حيازة التكنولوجيا الغربية والتجسس عبر الإنترنت وتطوير مختلف أنواع الصواريخ لمنع التعرّض لمناطقها الساحلية. وكشفت الوزارة في تقريرها السنوي حول القوة العسكرية الصينية، أن الموازنة العسكرية الصينية، الثانية في العالم بعد موازنة الولاياتالمتحدة، تبلغ رسمياً 106 بلايين دولار في 2012، بزيادة نسبتها 11,2 في المئة. لكن هذه الموازنة لا تتضمن نفقات كثيرة، لا سيما نفقات تحديث الأسلحة النووية أو مشتريات أسلحة من الخارج. وتبلغ النفقات العسكرية الحقيقية ما بين 120 و180 بليون دولار، كما تعتبر وزارة الدفاع الأميركية. وأكد التقرير أن «الصين تتابع برنامج تحديث عسكرياً شاملاً، طويل الأمد»، لتمكينها من تحقيق الانتصار في نزاعات محلية أو في «عمليات كثيفة جداً بفترة قصيرة». ولا تزال حالة تايوان والدعم الأميركي لهذه الجزيرة «المتمردة» في صلب الإستراتيجية الصينية. لذا، تقتني الصين تكنولوجيات غربية ذات «الاستخدام المزدوج» المدني والعسكري. وترى وزارة الدفاع الأميركية أن «الاستفادة من الحصول قانونياً أو في صورة غير قانونية، على تكنولوجيات ذات استخدام مزدوج أو على علاقة باستخدام عسكري» تشكل «هدفاً للأمن القومي» الصيني. ويخشى الجيش الأميركي بذلك من أن «يؤدي الأثر المتراكم لتحويل التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج إلى تقديم مساهمة جوهرية للقدرات العسكرية» الصينية. ويبدي «البنتاغون» قلقه من أن تفيد شركات صناعة الطيران الغربية «من طريق الخطأ صناعة الطيران العسكرية الصينية». وفتحت شركة «إرباص» الأوروبية لتصنيع الطائرات خط إنتاج لطائراتها من طراز «ايه320» في تيانجين عام 2009. كما يولي البنتاغون اهتماماً بالاستثمارات الصينية الرامية إلى تحسين صناعتها الدفاعية وقدرتها على إنتاج بدائل محلية لسلسلة تجهيزاتها العسكرية. وتلجأ الصين في صورة كبيرة أيضاً إلى التجسس الاقتصادي لأغراض عسكرية، عبر أجهزة الاستخبارات ومعاهد البحوث والشركات الخاصة. ويلفت البنتاغون إلى أن «الفاعلين الصينيين هم المسؤولون الأكثر نشاطاً وتشبثاً في العالم في مجال التجسس الاقتصادي». كما يمكن أن يخدم الإنترنت بكين لشن «عمليات هجومية». ويطور الجيش الصيني قدراته التي يطلق عليها اسم «الموانع» التي تستخدم لصدّ أي تهديد عسكري بعيد عن السواحل بفضل منظومة صاروخية. ويضع نصب عينيه القوة البحرية والجوية الأميركية. ويستعد الجيش الصيني لاطلاق حاملة طائراته الأولى هذا العام، ويواصل انتاج طائرته الشبح «جي-20» وصاروخها «دي. في-21دي» البالستي المضاد للسفن المسمى «قاتل حاملات الطائرات» الذي يبلغ مداه الأقصى 1500 كلم. وأورد التقرير الأميركي أن الصين «تقتني وتنشر مزيداً من الصواريخ البالستية المتوسطة المدى لزيادة مداها وتستطيع بواسطتها شن ضربات محددة ضد أهداف برية وبحرية منها حاملات طائرات تجوب مناطق غير بعيدة عن سواحلها». وتمتلك الصين ما بين 75 و 100 صاروخ يبلغ مداه 3 آلاف كلم، وما بين ألف و1200 صاروخ يبلغ مداه ألف كلم. وللحؤول دون انفجار الوضع بسبب «سوء تفاهم» قد يحصل يوماً، توصي وزارة الدفاع الأميركية بحوار وثيق قدر الإمكان مع المسؤولين العسكريين الصينيين. وفي هذا الإطار، استقبل البنتاغون وزير الدفاع الصيني ليانغ قوانغلي، في مطلع أيار (مايو) الجاري، للمرة الأولى منذ تسع سنوات.