نزح عدد كبير من العائلات في الأحياء السنّية لمدينة بانياس الى جبلة وطرطوس المجاورتين هرباً من مجازر قد ترتكبها قوات النظام وموالون لها في بعض أحياء بانياس وقرى مجاورة لها. في المقابل، سيطر «الجيش الحر» على موقع عسكري أساسي في مطار منغ العسكري في ريف حلب. وواصل مقاتلو المعارضة التقدم في ريف درعا جنوباً. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الأحياء الجنوبية في بانياس التي يقطنها مسلمون سنّة شهدت حالات نزوح جماعي، بدأت فجراً باتجاه طرطوس وجبلة، خوفاً من مجازر قد ترتكبها قوات النظام وقوات الدفاع الوطني، و(عناصرها) من الطائفة العلوية، بعدما وردت أنباء عن اعدامات ميدانية في حي رأس النبع يوم (أول من) أمس». وأكدت مصادر الأهالي ان حواجز الامن النظامي في مداخل بانياس وجبلة تقوم بالتدقيق في اسماء الاشخاص وأعادت عدداً منهم الى احيائهم. لكن سجل فرار مئات الاهالي في شكل هستيري. وبث نشطاء ومعارضون صوراً واكثر من فيديو للمجازر التي ارتكبت في البيضا قبل يومين وفي حي راس النبع، وتضمنت جثث اطفال ونساء وشباب مشوهة بعدما قتل بعضها بسلاح ابيض او برصاص من مسافة قريبة. وكانت بين الصور، واحدة لعشرات الضحايا جمعوا في بهو كبير وقد حرقت جثثها، فيما ظهر قتلى بينهم رضيع في حضن أمه. وفي صورة ثالثة، فتاة وأمها، قتلتا بعدما اخرجتا من خزانة اختبأتا داخلها للهروب من القتل. وقال المرصد ان عدد القتلى في البيضا تجاوز مئة شخص، فيما قال نشطاء ان عدد الضحايا في اليومين الاخيرين وصل الى 800 شخص. واعلنت الولاياتالمتحدة أمس انها «روعت» ازاء الانباء عن «مجزرة» البيضا وحذرت من ان «المسؤولين عن الخروقات لحقوق الانسان يجب ان يحاسبوا». وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الاميركية في بيان ان «الولاياتالمتحدة روعت من الانباء التي اشارت الى وقوع هجمات وحشية على بلدة البيضا» السنّية. واضاف البيان «بناء على هذه المعلومات فإن قوات النظام وميليشيات الشبيحة دمرت المنطقة عبر قصفها بالهاون ثم انقضت على البلدة حيث اعدمت عائلات بكاملها بنسائها واطفالها». وفي حمص وسط البلاد، قال المرصد ان بساتين محيطة بمدينة القصير شهدت امس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، بالتزامن مع قصف عنيف تعرضت له مناطق في القصير. وعلم ان عشرة مقاتلين معارضين قتلوا في الاشتباكات. واوضح المرصد ان قوات «النخبة» التابعة ل»حزب الله» شاركت في الاشتباكات وتمكنت من السيطرة على معظم قرى ريف القصير خلال الايام الماضية. وفي حماة المجاورة، هزّ انفجار طريق حلب من جهة مساكن الظاهرية من دون معرفة الاسباب، فيما قتل مقاتل من بلدة معردس في ريف المدينة في الاشتباكات التي دارت مع القوات النظامية في ريف حلب شمالاً. وسقطت قذائف عدة على جبل شحشبو في ريف حماه. وشهدت الأحياء الشرقية في مدينة حلب تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية، مع قدوم تعزيزات من الجيش النظامي الى حي سليمان الحلبي المتاخم لحي الصاخور مدعومة بآليات ثقيلة وعناصر، ما أثار مخاوف من وجود خطة لاقتحام حي الصاخور في طرف حلب الشرقي. غير ان الحدث الابرز كان تعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف من الطيران الحربي بعد تقدم قوات المعارضة في المطار. اذ تمكنت كتائب الثوار المحاصرة لمطار منغ من اقتحام المطار والسيطرة على سرية الدبابات التابعة للفرقة الأولى داخل المطار وعلى خط الدفاع الأول. واكدت مصادر المعارضة والموالاة سقوط عشرات القتلى من قوات النظام بينهم قائد المطار العميد الطيار علي محمود، وهو من قرى جبلة في الساحل السوري. وتابعت المصادر المؤيدة أن الطيران الحربي والمدفعية شاركت بصد عملية الهجوم على المطار من دون جدوى بسبب كثرة أعداد المهاجمين ومشاركة اكراد في الهجوم. وكانت قوات المعارضة سيطرت قبل اسبوعين على كتيبة العلقمية الواقعة على تلة تشرف على مطار منغ. ويسعى مقاتلو المعارضة للسيطرة على قريتي نبل والزهراء المواليتين بعد السيطرة على مطار منغ الذي حوصر مع مطاري كويريس في ريف حلب وابو الضهور في ريف ادلب منذ اسابيع. وفي الرقة الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ آذار (مارس) الماضي، ألقى طيران مروحي براميل متفجرة بالقرب من جسر الفرات الجديد، وشن غارتين على المجمع الحكومي في المدينة. وفي دمشق، قتل ضابط في الجيش النظامي لدى تفجير سيارته في طريق تؤدي الى قصر رئاسي في العاصمة. وقال المرصد السوري ان رجلا من مخيم اليرموك توفي متأثراً بالجراح التي أصيب بها خلال القصف على خان الشيح جنوبدمشق. ودارت اشتباكات في مخيم اليرموك وبالقرب من مبنى البلدية في شارع فلسطين. وتعرضت مناطق الطبالة وأبو نوري بحي الشاغور في العاصمة الى حملة دهم واعتقال للأهالي من قبل القوات النظامية. وسجل تحليق مكثف للطيران المروحي والحربي في أحياء دمشقالجنوبية. وفي ريف دمشق، قصفت الطائرات الحربية بساتين المليحة في الغوطة الشرقيةلدمشق، فيما كانت اشتباكات تدور في الغوطة الجنوبية في محور بلدة دروشا، مع ورود أنباء عن اعطاب المقاتلين لدبابة تابعة للقوات النظامية وإعطاب أخرى. وقصفت قوات التظام بلدة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ معضمية الشام جنوبدمشق، فيما سجلت اشتباكات في داريا المجاورة التي تعرضت للقصف. وفي درعا بين دمشق وحدود الاردن، قتل مقاتل من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في وادي اليرموك الذي تعرض لقصف جوي. كما تعرضت مناطق في بلدتي الطتيبة وتسيل للقصف من قبل القوات النظامية، فيما كانت الاشتباكات عنيفة في محيط بلدة خربة غزالة في محاولة من قبل القوات النظامية فرض سيطرتها على البلدة من أجل تامين الطريق الدولية بين العاصمة ومدينة درعا. واعلنت المعارضة ان «الجيش الحر» سيطر أمس على حاجز المسريتية بعد اشتباك دام نحو ثلات ساعات، فيما قال المرصد ان الطيران الحربي شن غارات على الكتيبة 49 دفاع جوي التي تسيطر عليها الكتائب المقاتلة، إضافة الى الطرقات المحيطة بالكتيبة. واشار الى تدمير المقاتلين المعارضين آلية عسكرية ودبابة تابعة للقوات النظامية على الاوتستراد الدولي عند بلدة الكتيبية، وتعرضت بلدة الغارية الشرقية لقصف من الطيران المروحي. وفي المنطقة الغربية لدرعا، تجددت الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، في حين حاصرت الكتائب المقاتلة منطقة عين ذكر في الريف الغربي وسط اشتباكات مع القوات النظامية مع سماع أصوات انفجارات.