قُتل وجُرح عشرات الأشخاص في تفجير سيارة في حي المرجة في القلب التجاري لمدينة دمشق بعد يوم على انفجار استهدف موكب رئيس الحكومة في الطرف الجنوبي للعاصمة، في وقت دوت ثلاثة انفجارات ضخمة في مدينة حماة وسط البلاد، وشنت طائرات حربية غارات عنيفة على مناطق مختلفة بينها واحدة ضربت مدينة سراقب في الشمال الغربي لسورية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «تفجيراً إرهابياً» وقع في منطقة المرجة التي «تعتبر الوسط التجاري والتاريخي للمدينة وفي منطقة تشهد ازدحاماً مرورياً، ما أدى إلى سقوط 14 شخصاً وجرح عشرات المواطنين»، مشيرة إلى وصول 56 جريحاً إلى مستشفى دمشق «بعضهم يعاني إصابات خطرة» و47 مصاباً إلى مستشفى المواساة في المزة جنوبدمشق. وألحق التفجير أضراراً جسيمة «ببرج دمشق التجاري وجامع فضل الله البصيري وفندق عمر الخيام ودائرة الآثار التابعة لريف دمشق». ونقلت «سانا» عن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار قوله إن التفجير «رد فعل المفلسين على إنجازات وانتصارات قواتنا المسلحة في الميدان على الإرهاب والإرهابيين»، لافتاً إلى «أن الإرهاب يستهدف قتل المدنيين من دون تمييز وتخريب وتدمير البنى التحتية في كل أشكالها». وقال محافظ دمشق بشر الصبان في موقع التفجير الذي وقع أمس قرب مبنى وزارة الداخلية، أن هذه التفجيرات ترمي إلى «كسر إرادة السوريين وصمودهم وتلاحمهم مع جيشهم الباسل في وجه الحرب الكونية التي تشن على سورية». واستمرت الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي برزة البلد في الطرف الشمالي لدمشق في محاولة من الجيش النظامي لفرض سيطرة كاملة على الحي، وسط انتشار قناصة على أطرافه، في وقت سقطت قذائف هاون على أحياء مختلفة في العاصمة، بينها قذائف استهدفت حي الميدان جنوبدمشق وكفرسوسة في وسطها، وشوهدت أعمدة الدخان. وقال نشطاء معارضون إن قصفاً مدفعياً انطلق أمس من مقر اللواء 18 في ريف دمشق، استهدف مناطق مجاورة في الغوطة الشرقية. وبين دمشق وحدود الأردن، سقط مقاتلان من الكتائب المعارضة خلال اشتباك مع القوات النظامية قرب بلدة عتمان في ريف درعا، بعدما سيطر «الجيش الحر» على كتيبة عسكرية للنظام قربها واستولى على أسلحة وذخائر منها، حيث سقط مقاتل من قرية حيط في وادي اليرموك، أثناء اشتباكات مع القوات النظامية قرب قرية عتمان. وأشار المرصد إلى تعرض أطراف بلدة الكتيبة لقصف بقذائف الهاون من القوات النظامية، وسط اشتباكات مع الكتائب المقاتلة. واستمرت المواجهات في محيط بلدة خربة غزالة، وتعرضت قريتي الظهر والبعيات في منطقة اللجاة، للقصف بالمدفعية الثقيلة من قبل القوات النظامية. وتحدث المرصد عن «معلومات» أفادت باستهداف لتجمعات القوات النظامية في المنطقة الواقعة بين خربة غزالة وداعل. وفي الطرف المقابل لدمشق وباتجاه الشمال، تعرضت بلدة الدار الكبيرة ومنطقة الحولة في ريف حمص وسط البلاد، لقصف من قبل القوات النظامية ما أدى لسقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل. وحصلت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومسلحين موالين لها من قرية الكم وبين مقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط بلدة الغنطو وسط قصف من قبل القوات النظامية على البلدة براجمات الصواريخ وقذائف الهاون. وفي مدينة حماة سمعت أصوات ثلاثة انفجارات متتالية في حي طريق حلب الذي يتعرض لقصف من القوات النظامية بعدما حققت المعارضة تقدماً فيه قبل أيام. وأفاد المرصد بارتفاع حصيلة القتلى في حي طريق حلب، نتيجة القصف المتواصل منذ الصباح إلى سبعة، ومعلومات عن ستة قتلى مجهولي الهوية. كما سقطت قذيفة في حديقة بالقرب من جامع مصطفى جابر، وأخرى بالقرب من مسجد الصحابة، وثالثة بالقرب من جامع عثمان حوراني. وتعرض حي مشاع وادي الجوز لقصف من قبل القوات النظامية بقذائف الهاون ما أدى لمقتل رجل وسيدة هي والدته وسقوط عدد من الجرحى. وفي ريف حماة، استهدفت الكتائب المقاتلة حاجز الكافات التابع للقوات النظامية في الريف الجنوبي. وغرب حماة، تعرضت مناطق في ناحية ربيعة في ريف اللاذقية لقصف عنيف من طائرات مروحية. وقتلت طفلة في مدينة سراقب في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، متأثرة بجروحها نتيجة القصف الذي استهدف المدينة أمس. وقتلت مواطنة أخرى نتيجة القصف على الحارة الغربية في مدينة إدلب. وفي شمال البلاد، دارت أمس اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في كروم قرية عزيزة الواقعة على هضبة قرب مطار حلب الدولي، وأنباء عن استهداف قناص تابع للقوات النظامية في القرية. وأفاد المرصد بسقوط ثلاثة صواريخ «غراد» اثنان منها على مدينة السفيرة، والثالث على بلدة تلعرن. وشرق حلب، جدد الطيران الحربي القصف على محيط الفرقة 17 في ريف الرقة، بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة التي سيطرت عليها المعارضة بداية الشهر الماضي. وقصفت الطائرات الحربية مستودعات الحبوب في ناحية الصور. كما شنت الطائرات الحربية غارة على بلدة شحيل في ريف دير الزور المجاورة، إضافة إلى قصف الطيران مدينتي البوكمال والميادين قرب حدود العراق. وفي الحسكة الواقعة بين دير الزور وحدود العراق، قتل مواطن من حي المحطة في مدينة الحسكة على يد مسلحين مجهولين، وسمع دوي انفجار بالقرب من الفوج 154 وشوهدت أعمدة الدخان.