اعتبر نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، إيجاد مقار لجمعيات الثقافة والفنون، بمثابة «الهمّ» لوزارة الثقافة والإعلام، لافتاً إلى أن المقار المستأجرة «تعوق العمل»، وأقر بأن هناك «جمعيات وأندية أدبية تملك أراضي ومخططات لها، ولكنها لا تستطيع بناءها»، موضحاً أن هناك توجهاً لإنشاء «مقار لهذه الجمعيات في الفترات المقبلة، وهذا ما نسعى إليه». وذكر الجاسر، في تصريح صحافي خلال مشاركته في افتتاح النسخة الثالثة من مهرجان «الأحساء المسرحي»، وتكريم مسرحيين أسسوا جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، مساء أول من أمس، أن «وزارة الإعلام تساند أي فرع ثقافي أو مسرحي في المملكة»، مضيفاً أن «الدولة تقدم للجمعيات دعماً سخياً، والوزارة تتفاعل مع المهرجانات التي تقام في مناطق المملكة كافة»، مضيفاً: «سندعم كل مهرجان بمبلغ 100 ألف ريال، تشجيعاً وتكثيفاً للحراك المسرحي في المملكة، وسيتم تكريم رواد المسرح السعودي». واعتبر نائب وزير الثقافة هذا الدعم «شيئاً أساسياً من صميم عملنا في القطاع الثقافي، لأن هذه المهرجانات تحيي الحركة المسرحية والإبداع، وتعطي فرصة للشباب ليبدعوا في العمل المسرحي»، معبراً عن سعادته بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجية في المهرجان، وتمنى حضوراً عربياً في المهرجان المقبل. وقال الجاسر: «إن مهرجان الأحساء يجب أن يُدعم لتميزه»، وتمنى أن «يقام سنوياً، بدلاً من كل عامين»، وطالب القطاع الخاص «بالتفاعل مع الأنشطة الثقافية والمسرحية بالتحديد، وأن يسهموا في دعمه معنوياً ومالياً، لأن العمل الثقافي واجب وطني». وذكر أن وزارة الثقافة والإعلام «لا تريد مهرجانات ارتجالية، ولكن مهرجانات قوية، أو لا تقام من الأصل». وأشاد بالخطوات المميزة التي تقوم بها جمعية الثقافة في الأحساء، من أجل النهوض بالمسرح. وقال: «إن الإبداع لا يُشترى بالمال، فالمال ليس كل شيء»، مؤكداً أن هذه المهرجانات ترتقي بالعمل الثقافي. ودشن نائب وزير الثقافة والإعلام فعاليات مهرجان الأحساء المسرحي بحضور رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي، والمدير العام للجمعية عبد العزيز السماعيل، ومثقفين ومهتمين بالمسرح من مختلف مناطق المملكة. وقال مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي فؤاد الذرمان في كلمة ألقاها: «إن في الأحساء سحراً لا يقاوم، وسراً عميقاً، يؤثر في النفوس الحية بالدهشة والإلهام والتأمل، وبخاصة حين تتوافر فيها تقنيات العرض المتطورة، والمواهب المبدعة الموجودة فيها، بنخيلها وتراثها العريق وأهلها الكرماء، والتي كانت وستبقى واحة خصبة للثقافة والعلوم والفنون في المملكة». بدوره، قال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء علي الغوينم: «إن المهرجان يتواصل على مدار 9 أيام، ويضم 9 فرق مسرحية، تتنافس على جوائز المهرجان، وهي فرق من: الأحساء والدمام والطائف تديرها طاقات شبابية»، وأوضح أن المهرجانات السابقة «أفرزت نتائج مبهرة، اكتشفنا من خلالها مواهب وطاقات شبابية كبيرة، لو تم توظيفها بالشكل الصحيح فسيرسمون خريطة المسرح السعودي الحديث»، مضيفاً: «يأتي هذا المهرجان تلبية لإلحاح ورغبة المسرحيين وتشجيعاً للفرق المسرحية التي تنتمي للجمعيات والأندية أو أي جهة أخرى، وحتى الشبابية الأهلية». وانطلقت فعاليات مهرجان الأحساء، وسط أهازيج فرقة «السامر» الشعبية التي قدمت عروض الفولكلور الشعبي من التراث الأحسائي والعرضة. كما قدمت مجموعة من الأطفال عرضاً من إخراج إيمان الطويل، إضافة إلى فيلم عن أبرز فعاليات الدورة السابقة. وعرض فيلم «مسرح عمري» الذي تحدث عن المكرمين في المهرجان، وجرى تكريم الرعاة ولجنة التحكيم، ومجموعة من المؤسسين والرواد المسرحيين. وهم: خالد المنيع وإبراهيم الحساوي (غاب لارتباطه بأعمال فنية خارجية) وعبدالله التركي وفهد الحارثي وعبدالعزيز الخميس لما قدموه للمسرح.