كشف نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، عن دراسة طلبات لاستحداث 9 فروع جديدة لجمعية الثقافة والفنون في مناطق ومحافظات المملكة، ليصل العدد الإجمالي نحو25 فرعا منتشرة في المملكة، لافتا إلى أن عددا كبيرا من فروع الجمعية تمتلك أراضي، وهناك توجه لإنشاء مقرات للفروع وفق تصاميم هندسية "موحدة"، إذ إن أغلب مقرات فروع الجمعية حاليا مواقع مستأجرة. وأكد الجاسر، خلال حديثه للصحافة عقب افتتاحه مساء أول من أمس، فعاليات مهرجان الأحساء المسرحي في نسخته الثالثة بفرع الجمعية في الأحساء، على اشتراط "قوة المهرجان" لصرف مبلغ دعم المهرجانات المسرحية والثقافية والبالغ قيمتها 100 ألف ريال من وزارة الثقافة والإعلام، والابتعاد عن المهرجانات "الارتجالية"، إذ إن المهرجانات تحتاج لجهود كبيرة لتنظيمها، متوقعا ألا تكون عند بعض فروع الجمعية في المملكة القدرة على تنظيم المهرجانات - جاء ذلك في إجابته على استفسار أن مبلغ الدعم سيصرف لكل مهرجان مهما كان عددها في العام الواحد -، مضيفا أن مهرجان المسرح في الأحساء "قوي"، ويجب دعمه ماليا ومعنويا، وهو حاليا كل سنتين، متمنيا أن يكون سنويا، مبينا أن ذلك الدعم يأتي تشجيعا لتكثيف الحراك المسرحي والثقافي في المملكة بجانب تكريم الرواد في المسرح السعودي، وهو من أساسيات عمل الوزارة، معربا عن سعادته في مشاركة فرق مسرحية خليجية بجانب الفرق السعودية، متمنيا أن تتخطى المشاركة لتصل إلى الدول العربية، لافتا إلى أن الدولة، تقدم للجمعية دعما ماليا سخيا لتكثيف الحراك المسرحي. وتطرق الجاسر إلى أن كثيرا من الإداريين في جمعية الثقافة والفنون يشكون من قلة "المال"، بيد أن المال يجب ألا يكون سببا في تأخر تنفيذ الفعاليات، باعتبار أن المال لا يشتري الإبداع، وأن الإدارة "القوية" تستطيع إدارة الأمور بشكل جيد، وتبرز الكفاءات واكتشاف المواهب والمبدعين، مناشدا القطاع الخاص المؤسسات والشركات، التفاعل مع الفعاليات الثقافية والنشاطات المسرحية من خلال المشاركة المالية والمعنوية، إذ إن العمل الثقافي ليس عملا حكوميا فقط، بل هو عمل جماعي "شعبي". ووصف الجاسر مهرجان الأحساء المسرحي، بأنه يمثل حراكا ثقافيا متميزا، و محطة لإبراز المبدعين ليس على المستوى المسرحي بل على مستويات الفنون الثقافية الأخرى، ومن خلاله يتواصل المثقفون مع بعضهم البعض، مشددا على رضا وزارته التام عن أنشطة فروع الجمعية قياسا بالدعم المتوفر لها، فهم يستفيدون استفادة كاملة من الميزانية المخصصة. وقال الجاسر في معرض رده على استفسار عن بقاء العديد من العروض المسرحية حبيسة أدراج التلفزيون السعودي دون عرضها: إن العمل المسرحي عمل متكامل، وقد تصل مدة المسرحية الواحدة إلى ساعتين، وإن التلفزيون، يحرص على عرض المسرحيات الجاذبة، ومن الصعوبة الحصول على مشاهدين للمسرحيات "غير المشوقة والجذابة"، مطالبا اختصار بعض العروض المسرحية بشكل جيد لعرضها في التلفزيون، بيد أنه أكد أن التلفزيون السعودي يعرض كثيرا من المسرحيات، والبعض الآخر من العروض المسرحية بحاجة إلى كثير من المونتاج والضغط لتلائم أوقات التلفزيون. بدوره، اعتبر رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، سلطان البازعي، المهرجان في نسخته الثالثة شديد النضج، مبينا أن الجمعية تعتزم فتح الفروع الجديدة في مختلف مناطق المملكة فور توفر الموارد المالية، لافتا إلى أن فروع الجمعية تعتمد على الإعانة السنوية من الحكومة، وهي إعانة ثابتة وهناك زيادة في الأنشطة والنوعية والجودة في البرامج، لذا ففروع الجمعية بحاجة إلى موارد مالية إضافية من خلال دعم القطاع الخاص. وبين البازعي أن إدارة الجمعية وضعت برامج وطنية واضحة الأهداف والمعالم، حتى تكون واضحة أمام القطاع الخاص للاستثمار فيها كأحد المواد المالية الإضافية، كما استعان مجلس الإدارة بلجان تنسيق من المختصين السعوديين في تطوير البرامج للعرض على شركات القطاع الخاص. إلى ذلك، تجول الجاسر في معرض صور الفنون المسرحية، وحضر الحفل الخطابي للمهرجان، الذي بدأ بكلمة لمدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، علي الغوينم، وأخرى لمدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، فؤاد الذرمان، أكد من خلالها مواصلة إسهامات "أرامكو" في مساندة برامج التنمية الثقافية في المملكة بالتعاون مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. هموم "بايته" على مسرح الأحساء الأحساء: عدنان الغزال طرحت مسرحية "بايته" الإماراتية، مساء أول من أمس في مهرجان الأحساء المسرحي حزمة من الهموم المجتمعية لمجموعة من الموظفين بأسلوب "كوميدي" في بداية العرض، ليتحول في نهاية المطاف لعرض "تراجيدي" لأخطاء طبية فادحة في المستشفيات، والمطالبة بمعاقبة الأطباء المتورطين في الإهمال.