جُرح 15 شخصاً، بينهم امرأة في حال الخطر، جراء انفجار عبوة ناسفة منتصف ليل أول من أمس قرب دار القضاء العالي في منطقة وسط القاهرة التي تشهد وجوداً أمنياً مكثفاً، فيما تراجعت حدة العنف في تظاهرات الجامعات أمس. وقالت النيابة العامة في بيان بعد تفقد محققيها موقع الانفجار إن «التفجير تم باستخدام عبوة ناسفة بدائية الصنع تم زرعها أسفل أحد الحواجز الحديد، وتضمنت في مكوّناتها أجزاء حديد بهدف إحداث أكبر قدر من الخسائر والتلفيّات». وأوضحت أن التفجير أسفر عن «تلفيات في سيارة كانت تقف قرب الموقع، علاوة على تحطم واجهات متجرين، جراء الموجة الانفجارية». وأشارت إلى أن تحقيقاتها كشفت أن العبوة الناسفة «تم تفجيرها من بعد»، بعد أن تم وضعها إلى جوار سور حديد على الرصيف. ورفع خبراء قسم المفرقعات في وزارة الداخلية الآثار الفنية الناجمة عن التفجير وبقايا العبوة الناسفة، لتحليلها وتحديد طبيعة المواد المستخدمة في صناعتها، وإعداد تقرير عنها. وفحصت النيابة التسجيلات المصورة للحادث والتي التقطتها كاميرات المراقبة في محيط الانفجار، في دار القضاء العالي وبنك القاهرة وأجهزة الصراف الآلي وسنترال رمسيس، «للوقوف على ملابسات التفجير وتفاصيله، وبيان ما إذا كان الجناة الذين زرعوا العبوة الناسفة ظهروا في أي من التسجيلات». وقال مصابون للمحققين إنهم لم يشاهدوا عملية زرع العبوة الناسفة، وفوجئوا بصوت انفجار شديد تبعه تطاير أجسادهم لأمتار. وكان لافتاً أن الانفجار وقع في منطقة تشهد وجوداً أمنياً مكثفاً على مدار الساعة، خصوصاً بعد إخلائها من الباعة الجوالين الشهر الماضي. إلى ذلك، فجّر مجهولون بعبوة ناسفة خط الغاز الطبيعي الذي يُستخدم لتصدير الغاز إلى الأردن عند منطقة القريعة جنوب شرقي العريش في سيناء. وشوهدت ألسنة اللهب من على بعد مسافات كبيرة تصل إلى نحو 35 كيلومتراً من موقع التفجير. كما فجّر مجهولون عبوة ناسفة في طريق المحافظة - المحاجر المؤدي إلى جنوبالعريش والذي تسلكه الفرق الفنية المُكلفة بإصلاح تلفيات خط الغاز، ما أدى إلى تأخر تحرك تلك الفرق وزيادة رقعة اللهب، بسبب عدم غلق محابس الغاز لفترة إلى حين تمشيط المنطقة والتأكد من خلوها من أي عبوات ناسفة أخرى. وضبطت حملة من الجيش والشرطة مخزناً للمتفجرات جنوب مدينة رفح، قالت مصادر أمنية إنه يتبع جماعة «أنصار بيت المقدس» المتشدّدة التي تنشط في سيناء. وأوضحت المصادر أن المخزن احتوى على 5 أطنان من مواد تستخدم في زراعة المتفجرات، وبعد مواجهات ألقت القوات القبض على 15 شخصاً من المكلفين بحماية المخزن. من جهة أخرى، تراجع العنف في التظاهرات الطالبية في غالبية الجامعات أمس، لكن محيط حرم جامعة الزقازيق في محافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس السابق محمد مرسي، شهد اشتباكات عنيفة بين مئات الطلاب والشرطة. وكان طلاب مؤيديون للجماعة ولمرسي نظّموا مسيرة في جامعة الزقازيق، تخللتها احتكاكات مع الأمن الإداري في الجامعة، تحولت بعد فترة إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين استدعت تدخل قوات الشرطة للسيطرة عليها بعد طلب من رئيس الجامعة، لتقتحم مدرعات الشرطة التي كانت متمركزة أمام الجامعة حرمها، وتطارد الطلاب، وتلقي القبض على عدد منهم. وأبطلت قوات الحماية المدنية أمس مفعول عبوة ناسفة بدائية الصنع زرعها مجهولون داخل محكمة الزقازيق التي أخليت لتمشيطها بعد العثور على تلك العبوة. كما تظاهر مئات الطلاب في جامعة القاهرة، في مسيرة لم يسعَ المشاركون فيها إلى الخروج من حرم الجامعة الذي تطوّقه قوات الشرطة. وتظاهر طلاب آخرون في جامعة الإسكندرية التي كانت شهدت أول من أمس اشتباكات بين الطلاب والشرطة جُرح فيها عدد من الطلاب. وظل الوضع هادئاً نسبياً في جامعة الأزهر في شرق القاهرة. وقرّرت النيابة العامة في مدينة طنطا في الدلتا حبس 7 طلاب قالت إنهم ينتمون إلى جماعة «الإخوان المسلمين» بتهم «التورط في التحريض على العنف والشغب داخل جامعة طنطا». وكان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم عرض في اجتماع مجلس الوزراء أمس الموقف الأمني في الجامعات، مؤكداً «هدوءها».