تبنت جماعة «أجناد مصر» التفجير الذي وقع أمام جامعة القاهرة أول من أمس، مستهدفاً قوات الشرطة المكلفة تأمين الجامعة من الخارج، وخلّف 11 جريحاً، منهم 6 من قوات الشرطة، فيما قالت وزارة الداخلية إنها أحبطت «مجزرة» كادت أن تحدث في الجامعة أول من أمس. وقالت جماعة «أجناد مصر» في بيان عبر حسابها على موقع «تويتر»: «استمراراً لحملة القصاص حياة، مكننا الله من الوصول مرة أخرى إلى قلب تجمع قيادات الأجهزة المحاصرة لجامعة القاهرة في نفس المكان الذي هلك فيه العميد طارق المرجاوي في عملية سابقة»، في إشارة إلى تفجير عبوة ناسفة في الموقع نفسه في نيسان (أبريل) الماضي قُتل فيه عميد في الشرطة وجرح آخرون. وأضافت: «رغم احترازاتهم (الأجهزة الأمنية) المشددة وكثرة جندهم فقد فتح الله علينا باختراق صفوفهم وزرع عبوة ناسفة موجهة نحوهم وتم تفجيرها فيهم. ولمزيد من الاحتياط حرصنا في العبوة على التقليل من قوتها حتى لا يصل مداها أو شظاياها إلى المارة رغم عدم تواجد أي من المارة بقرب تلك القيادات». وكان لافتاً أن أثنت الجماعة على تظاهرات طلاب الجامعات وحضتهم على المزيد. وقالت: «كان لشباب الجامعات الدور البارز في التصدي للأنظمة الظالمة على مر العهود ونثمن صمودهم أمام تلك الأجهزة ونحضهم على مزيد من الثبات والإقدام وعلى تجديد النية حتى ينالوا أجرهم كاملاً غير منقوص». وتبنت «أجناد مصر» تفجيرات عدة تمت بالطريقة ذاتها في فترات سابقة، إذ نفذت الهجوم بعبوة ناسفة أمام جامعة القاهرة، كما تبنت تفجير عبوات ناسفة عدة في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في حزيران (يونيو) الماضي، ما أسفر عن مقتل ضابط في الشرطة. وقالت النيابة العامة في بيان إن نتائج التحقيق في واقعة انفجار عبوة ناسفة أمام جامعة القاهرة أظهرت أن العبوة تم وضعها في الجزيرة الوسطى في شارع الجامعة بجوار صندوق حديد خاص بالتحكم في خط الغاز الطبيعي في المنطقة وتم تفجيرها من بُعد. وأشارت إلى «احتواء العبوة على قطع حديد ومواد كيماوية شديدة الانفجار». ونالت وزارة الداخلية انتقادات بسبب تكرار الهجوم بعبوات ناسفة أمام الجامعة في الموقع ذاته الذي سبق تفجيره في نيسان (أبريل) الماضي. لكن الناطق باسم الوزارة اللواء هاني عبداللطيف قال إن الأجهزة الأمنية «أحبطت مخططاً إرهابياً ضخماً كان يهدف إلى إحداث مجزرة بشرية بين طلاب جامعة القاهرة من خلال تنفيذ سلسلة من التفجيرات داخل الحرم الجامعي». وقال إن الأمن الإداري والخاص في الجامعة «نجحا في إحباط المخطط بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية»، مضيفاً في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن انفجار الجامعة «كان مخططاً أن يتم تنفيذه داخل الجامعة، لكن يقظة الأجهزة الأمنية حالت دون ذلك، ما اضطر المتهمين إلى إلقاء القنبلة خارج الجامعة والفرار من منطقة تواجد قوات الأمن»، مشيراً إلى أن «الإصابات في صفوف القوات والمواطنين طفيفة وجميعهم تماثلوا للشفاء». ورأى أن «الحال الأمنية بوجه عام جيدة لكن التهديدات الإرهابية لا تزال قائمة والحرب على الإرهاب لم تنته بعد». وأكد مصدر أمني ل «الحياة» توقيف أكثر من 10 أشخاص يشتبه في صلتهم بالتفجير. وكشف وزير التعليم العالي السيد عبدالخالق أن أجهزة الأمن أوقفت في محيط جامعة القاهرة بعد تفجير أول من أمس طالبين باكستانيين يدرسان في جامعة الأزهر. وكانت صفحات طلابية على مواقع التواصل الاجتماعي مؤيدة لجماعة «الإخوان المسلمين» والرئيس السابق محمد مرسي، دعت إلى مسيرات طلابية من جامعتي عين شمس والأزهر إلى جامعة القاهرة أول من أمس للتظاهر فيها. وأحالت جامعة القاهرة 31 طالباً في كليات عدة على التحقيق على خلفية تلك الدعوة، بعدما ظهرت وجوههم في كاميرات مراقبة بوابة كلية «دار العلوم» التي تم اقتحامها. من جهة أخرى، انفجرت أمس عبوة ناسفة بدائية الصنع في خط مياه شرب في مدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية (دلتا النيل)، ما سبب انقطاع مياه الشرب عن المنطقة. وتتكرر في مصر الهجمات التي تستهدف قطاع الخدمات خصوصاً محطات الكهرباء والمياه ومراكز الاتصالات، وهي الهجمات التي لا تتبناها أي جماعة مُسلحة، وتتهم وزارة الداخلية عناصر مرتبطة بجماعة «الإخوان المسلمين» بالتورط فيها. وقال مدير أمن الشرقية اللواء سامح الكيلاني إن انفجاراً بعبوة ناسفة وقع في خط مياه الشرب في مدينة العاشر، وتم إبطال مفعول عبوة أخرى، كانت مُعدة للتفجير. وأوضح أن قوات الحماية المدنية فرضت طوقاً أمنياً حول المنطقة، واكتشفت وجود عبوة ناسفة أخرى في ماسورة المياه الرئيسة، وتم إبطالها. وفي هجوم آخر، رشق مجهولون بزجاجات حارقة سيارة شرطة كانت متوقفة في مكمن أمني في مدينة دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة (دلتا النيل)، ما أسفر عن حرقها وجرح 3 من أفراد الشرطة. وقالت وزارة الداخلية إن «مجهولين ألقوا الزجاجات الحارقة على سيارة الشرطة من أعلى جسر كانت تقف أسفله السيارة، وفروا». على صعيد آخر، أكدت القاهرة مقتل ثلاثة «مهربين» في مطاردة أمنية مع عناصر تأمين خط الحدود الشماليةالشرقيةجنوب منفذ العوجة، قرب موقع إطلاق نار أدى إلى جرح جنديين إسرائيليين أول من أمس. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن «الواقعة حدثت ظهر (أول من) أمس، وتم ضبط سيارة دفع رباعي ورشاشين غرينوف وبندقية قناصة ومسدس و4 خزينة قناصة و9 أجولة عثر في داخلها على مادة يُحتمل أن تكون مخدرة». لكن الوكالة لم تؤكد إن كان هذا الحادث له علاقة بما أعلنته إسرائيل عن جرح جنديين في هجوم عبر الحدود مع مصر.