تشهد مدينة عرعر مع دخول فصل الصيف، بوادر أزمة مياه حادة طاولت معظم أحياء المدينة، ما أجبر معظم سكانها على الاستعانة بمياه الصهاريج الصالحة للشرب، بعدما بدأت انقطاعات المياه في الازدياد. لكن انقطاع المياه منذ ثلاثة أيام عن أحياء عدة في عرعر، قفز بأسعار المياه إلى 300 ريال لصهريج المياه الصغير، و500 ريال للكبير، في ظل حاجة السكان إليها، إلا أن مشكلة أخرى واجهتهم، تمثلت في أحجام خزانات المياه الخاصة بهم، والتي تعتبر صغيرة. وفي الوقت ذاته، رفضت المديرية العامة للمياه في منطقة الحدود الشمالية، إجراء أي تعديل وتوسيع للخزانات، أو زيادة عددها أو طاقتها الاستعابية، لتصبح أزمة المياه الحالية حديث المجالس والمواقع الإلكترونية، التي كالت الاتهامات لأمانة المنطقة ومديرية المياه، وحملتها مسؤولية المشكلة التي تتكرر بشكل دوري مع بداية فصل الصيف من كل عام. وأكد عدد من المواطنين أن أزمة المياه تتكرر كل عام وبشكل مستمر، يقول سطام شبيكان: «استغرب عدم تجاوب فرع وزارة المياه في المنطقة مع الأزمة، وعدم تفاعله لإيجاد حلول جذرية، ولا نسمع سوى تأكيدات المدير العام لفرع وزارة المياه بأن الأزمة وقتية، وأنها حلت عن طريق زيادة مضخات المياه، وفتح قنوات جديدة للتوزيع»، مستطرداً: «هذا القول بات موالاً نسمعه من دون أن نراه على أرض الواقع». وعزا المواطن فواز العبيد الأزمة إلى عدم منح أصحاب الوايتات فرصة جلب المياه من آبار المياه إلا بعد وقت متأخر من مساء اليوم، ما قلل المعروض من المياه، إضافة إلى الأسباب الرئيسية، كأعطال الشبكة في حي الفيصلية والمنصورية والصالحية، وعدم تشغيل مشروع الصالحية. ويبرر العبيد الذي يملك صهريجاً ارتفاع أسعار الصهاريج إلى صعوبة حصول أصحاب الصهاريج على الماء من آبارها التي تعطل نصفها، واعترف بانهم يشترون الوايت ب50 ريالاً ويبيعونه بأسعار مرتفعة، لقلة فرصة الحصول على حصص كافية. في حين يقول محمد العنزي وهو متعهد بيع المياه في عرعر، انه منذ ظهر أمس وحتى قبيل صلاة العشاء تمكّن من الحصول على تعبئة واحدة للمياه، مشيراً إلى أن السعر سيكون فوق 150 ريالاً، نظراً لطول الانتظار. وذكر أن معاناتهم التي يعيشونها هذه الأيام وكثرة الطلب وقلة المعروض، سببت لهم حرجاً كبيراً مع عملائهم، وكذلك عدم تمكّنهم من التعبئة من الآبار الحكومية طوال فترة النهار، بسبب صهاريج المتعهدين. وطالب العنزي بزيادة ساعات عمل «بئر الصالحية» إلى وقت متأخر من الليل، حتى يتمكنوا من ضخ المياه لعدد من المواطنين، فكل ساعة عمل إضافية يستفيد منها 20 صهريجاً تقريباً. من جانبه، أكد عودة العنزي مؤذن جامع حي الروضة، أن المسجد يعاني من شح شديد في المياه، على رغم ازدحام المسجد بالمصلين، خصوصاً في صلاة الجمعة. وأضاف: «راجعنا إدارة الأوقاف والمساجد في عرعر، وفرع وزارة المياه في المنطقة، لكن لا فائدة، ما دفعنا إلى إغلاق دورات المياه أمام المصلين، لعدم توافر الماء». وتابع: «تتكرر المشكلة ذاتها كل عام من دون أن نجد حلولاً من أمانة المنطقة وفرع وزارة المياه، الذي يغط في سبات عميق». وحاولت «الحياة» الاتصال بالمدير العام لفرع وزارة المياه في منطقة الحدود الشمالية، إلا أنه لم يرد على اتصالات «الحياة» المتكررة. من جهته، أكد مصدر مسؤول في مديرية المياه في منطقة الحدود الشمالية، في تصريح ل«الحياة»، عدم وجود أزمة مياه، مشيراً إلى أن جميع الآبار التابعة للمديرية تعمل بشكل سليم. وأفاد بأن المشكلة تكمن في تكتلات يقوم بها بعض سائقي الصهاريج لرفع الأسعار، مؤكداً في الوقت ذاته أن مراقبي المديرية موجودون في موقع الحدث على مدار الساعة.