تخوف عدد كبير من المواطنين في مدينة عرعر، من بوادر تلوح في الأفق بتكرار أزمة المياه مع بداية كل فصل صيف، مؤكدين أن ارتفاع درجات الحرارة يساهم في ارتفاع أسعار الصهاريج، مضيفين أنها تشهد حاليا ارتفاعات تصل إلى%40 من سعرها المعتمد من قبل المديرية العامة للمياه والمحدد بثمانين ريالاً.وقال المواطن مشعل العنزي، إن أسعار الصهاريج تتراوح بين 120 و150 ريالا، مضيفا أن مخاوفهم تزداد كل عام مع دخول فصل الصيف. أما سامي الصقري (أحد سكان حي المنصورية)، فأوضح أن الحي الذي يقطنه لا توجد به شبكة مياه، وتقوم المديرية العامة للمياه بتزويدهم بها كل عشرة أيام تقريبا، مبينا أنه يضطر لشراء المياه لأن الصهريج الذي يزودهم بالمياه يتأخر كثيرا، وأضاف «أدفع في أغلب الأحيان 120 ريالا تقريبا للحصول على المياه». وأرجع المواطن علي السبيعي، الأزمة إلى عدم منح أصحاب الوايتات فرصة لجلب المياه من الآبار إلا بعد وقت متأخر من المساء، ما قلل المعروض منها، إضافة إلى الأسباب الرئيسة، كأعطال الشبكة في الأحياء، إلى جانب أن الأولوية تكون لوايتات الأمانة والمتعهدين ثم يسمح بعد ذلك لأصحاب الصهاريج الخاصة. أما الريض الرويلي (صاحب أحد الصهاريج)، فبرر ارتفاع أسعار الصهاريج إلى صعوبة حصول أصحابها على الماء من آبارها التي تعطل بعضها، مبيناً أنهم يشترون الوايت بخمسين ريالاً، ويبيعونه بأسعار مرتفعة، لقلة فرصة الحصول على حصص كافية، وأضاف «منذ ظهر أمس الأول، وحتى قبيل صلاة العشاء تمكّنت من الحصول على تعبئة واحدة للمياه، والسعر سيكون بواقع 150 ريالاً نظراً لطول الانتظار». وذكر أن معاناتهم التي يعيشونها هذه الأيام وكثرة الطلب وقلة المعروض سببت لهم حرجاً كبيراً مع عملائهم، وكذلك عدم تمكّنهم من التعبئة من الآبار الحكومية طوال فترة النهار، بسبب صهاريج المتعهدين. وطالب الرويلي بزيادة ساعات عمل «بئر الجوهرة» إلى وقت متأخر من الليل، حتى يتمكنوا من ضخ المياه لعدد من المواطنين، فكل ساعة عمل إضافية يستفيد منها عشرون صهريجاً تقريباً. من جهته، أوضح مدير عام المياه المهندس عافت الشراري ل «الشرق»، أن هناك سبع آبار تعمل بشكل سليم، إضافة إلى بئر الظروف الطارئة. وأرجع أسباب توقف بئر المنصورية للصيانة، مضيفا أن البئر قد يتم الاستغناء عنها لأنها تقع في وسط حي سكني. وقال الشراري إن سعر صهريج المياه يبلغ ثمانين ريالاً فقط، وهناك مندوبون يراقبون الأسعار في كل بئر، مضيفا أن المديرية تقوم بتزويد الأحياء التي تقع خارج نطاق الشبكة ب160 ردا بشكل يومي. وعزا ارتفاع أسعار الصهاريج، إلى النهضة العمرانية والتي تشهدها مدينة عرعر، وخصوصا في بناء المساكن للمواطنين مما يتسبب في الضغط على طلب المياه بشكل كبير، إضافة إلى التكتلات التي يقوم بها أصحاب الصهاريج مستغلين شائعات رفع الأسعار على المواطنين.