أكد الخبير النفطي الحكومي العراقي حمزة الجواهري أن «العراق يملك خمسة حقول عملاقة جداً (supergiants)، وبعد اكتشاف 100 حقل أخيراً، يتوقع تحديد خمسة حقول عملاقة (giants)»، مشيراً إلى «أن الجولة الخامسة من تلزيم عقود الطاقة ستركز على الغاز فقط، ووفق المعلومات المتوافرة، فالعقود المقبلة ستتضمن بنداً مهماً جداً وهو أن العراق في حال اكتشاف حقول نفط، غير ملزم بتطويرها عبر الشركات الأجنبية، بعكس حقول الغاز التي على الشركات التي تكتشفها أن تطورها». وقال الجواهري ل «الحياة» إن «العراق يمتلك 520 تركيباً جيولوجياً نفطياً وغازياً، والمكتشف منها 114 فقط، أما المطوَّر من هذه الحقول فيبلغ 23، وأمامنا كثير، فنحن لم نستغل حتى الآن سوى جزء بسيط منها». ولفت إلى أن «التركيز على الغاز يهدف إلى سد احتياجات العراق ومحطات توليد الكهرباء الكثيرة التي استحدثت أخيراً، وإلى تصدير الغاز إلى العالم وتحديداً أوروبا، وهناك مساعٍ حقيقية لربط شبكة أنابيب غاز تمر عبر تركيا إلى أوروبا وعبر مصر إلى أوروبا». إلى ذلك، أعلنت شركة «روسنفت» النفطية الروسية رغبتها في المساهمة في نشاطات التنقيب والتطوير في حقول النفط العراقية. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة إيغور سيتشين في بيان، حصلت «الحياة» على نسخة منه، أن «العراق يملك إمكانات عالية لإنتاج النفط، لكن الاستفادة منها تتطلب مناخاً مستقراً في البلاد، ونحن على ثقة بأن المشاريع الثنائية الكبيرة هي فقط ستتيح تنمية فاعلة لاقتصاد العراق». واجتمع كل من سيتشين ورئيس شركة «روستيك» الروسية للتكنولوجيا سيرجي شيميزوف مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأسبوع الماضي وأبديا استعدادهما لإجراء مراجعة فنية لمنشآت النفط ودعم نشاطات التنقيب وتطوير الحقول النفطية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا العام الماضي إلى تعزيز وجود بلاده في العراق بعدما تراجع إنتاج شركة «لوك أويل» الروسية من النفط خلال السنوات الثلاث الماضية من حقولها القديمة في سيبيريا. وكان وزير النفط العراقي عبدالكريم لعيبي أكد أن إنتاج العراق من النفط سيصل إلى 3.7 مليون برميل يومياً في المتوسط هذه السنة، أي أقل بقليل من أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 3.8 مليون برميل والذي سجله عام 1979»، مرجحاً أن يصل حجم الصادرات إلى «2.9 مليون برميل يومياً، تشمل 250 ألفاً من حكومة إقليم كردستان في الشمال». وأشار لعيبي إلى أن «تدفقات النفط بلغت 3.4 مليون برميل يومياً، مرتفعة نحو مليون عما كانت عليه عندما بدأت الشركات العمل قبل ثلاث سنوات، ما سمح للعراق بتخطي إيران ليصبح ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك». ولفت إلى أن «وزارة النفط تنوي عقد جولة خامسة لترسية 10 امتيازات للغاز خلال النصف الأول من العام المقبل، بعد تعديل العقود لجعلها أكثر إغراءً للمستثمرين».