شهاب الصغير طالب دكتوراه تونسي يعيش في كيبيك دخل في خلاف مع إدارة المعهد الذي يجري فيه أبحاثه قبل عامين عندما مزّق ملصقات لجمعية «يونايتد واي» الخيرية يظهر فيها رجال ونساء عراة تحت شعار «من الداخل.. كلنا سواسية». قالت جولي مارتينو المتحدثة باسم المعهد الوطني للأبحاث العلمية في فارينيس جنوب مونتريال: «التقينا به لمناقشته ومحاولة فهم لماذا فعل هذا. أوضحنا له أننا لا نفعل هذا هنا». قد تكون الواقعة مجرد سوء تفاهم حول الأعراف الثقافية. لكن الصغير الآن واحد من رجلين يواجهان اتهامات، منها التآمر على القتل، في ما يقول الادعاء إنها مؤامرة دعمها تنظيم «القاعدة». واتهمت الشرطة الكندية الاثنين بالتخطيط لإخراج قطار ركاب في تورونتو عن القضبان، ووصفت السفارة التونسية في أوتاوا الصغير، وهو مسلم متدين مقيم في كندا، بأنه «مواطن تونسي وطالب دكتوراه نابه». وبدأ الصغير دراسته في المعهد الوطني للأبحاث العلمية عام 2010 حول استخدام تكنولوجيا «النانو» في اكتشاف السرطان وغيره من الأمراض. والصغير (30 عاماً) أصغر سناً من المتهم الثاني في المؤامرة، ويواجه اتهاماً آخر بتحريض شخص أو أكثر على القيام بأنشطة إرهابية. وقال إن الاتهامات الموجهة إليه تستند إلى قوانين غير جديرة بالثقة، لأنها لا تتفق مع الشريعة الإسلامية. وفي تونس، قال والدا الصغير ل «رويترز» إن ابنهما بريء، وقال والده محمد رشاد الصغير: «ابني إنسان، ولا يمكن أن يقتل نملة، إنه ضحية حملة أمنية نفذتها كندا ضد المتدينين لإقناع الناس أن حادث بوسطن لن يتكرر في كندا. ابني عبقري، أعدَّ أبحاثاً طبية ممتازة، حضر ندوات دراسية في نيويورك، أنا فخور به». وذكر أصدقاؤه في تونس أنه كان سهل الانقياد، وقالت مريم ساسي، وهي واحدة من أصدقاء الصغير، ل «رويترز»: «كان من السهل التأثير عليه. كان شخصية ضعيفة.. لم يكن بمقدوره أن يفرق بين الحقيقة والمزاح». وعلى موقع «لينكد إن» للتواصل الاجتماعي، تقول صفحة الصغير إنه شارك في إعداد ستة أبحاث أكاديمية وشارك في العديد من المؤتمرات في أميركا الشمالية وإنه حصل على درجة الماجستير في تونس في التكنولوجيا الصناعية ودرس في جامعة دو شيربروك في كيبيك قبل أن يلتحق بالمعهد الوطني للأبحاث العلمية. وحتى وقت سابق هذا الأسبوع، كانت صفحة الصغير تحمل علامة غير عادية.. علم جناح «القاعدة» في العراق بلونيه الأبيض والأسود بدل صورته الشخصية. ويوم الثلثاء، أزال الموقع علم دولة العراق الإسلامية، وهي منظمة ينضوي تحت لوائها مقاتلون يرتبطون ب «القاعدة». وذكر متحدث باسم «لينكد إن» أن قواعد الموقع تنص على أن الصورة المنشورة يجب أن تكون شخصية. وقال مسؤولون أمنيون أميركيون الخميس، إنهم يعتقدون أن الصغير سافر إلى ايران خلال العامين الماضين في رحلة ذات صلة مباشرة بالتحقيق في المؤامرة المزعومة. وذكرت الشرطة الكندية أن الرجلين تلقيا «توجيهات وإرشادات من عناصر القاعدة في ايران» بالرغم من قولها إنه لا توجد مؤشرات على تورط الحكومة الإيرانية. أما المتهم الثاني رائد جاسر (35 عاماً)، فهو فلسطيني جاءت عائلته إلى كندا كلاجئين عام 1993 من دولة الإمارات. ومعظم أفراد العائلة يحملون الجنسية الكندية الآن. ومثل الصغير، يتبنى جاسر أفكاراً إسلامية متشددة إلى درجة أن والده محمد طلب العون من محمد روبرت هيفت، وهو كندي اعتنق الإسلام ويعمل في مجال توعية الشباب المسلم الساخط. وذكر هيفت أن الأب أبدى له قلقه من مواقف جاسر المتطرفة التي بدأ يتبناها منذ عام 2010. ويقول هيفت: «كان يعرف أن هناك شيئاً ما خطأ، لكن بالقطع ليس لدرجة أن ابنه سيتحول إلى متطرف أو يعتقل في اتهامات بالإرهاب... حين يصلي شخص ما فالمفترض أن يكون أكثر رحمة ورأفة وليس أكثر غضباً وعدوانية».