قدمت 14 ممرضة من مركز صحي العصيلي أمس مذكرة لمدير المركز وصفن ما تعرضن له بالفاجعة الكبيرة والمؤلمة، وقالت المذكرة التي حصلت «الحياة» على نسخة منها إن الممرضات تعرضن لهجوم مسلح خلال فترة عملهن في وضح النهار، وإن المهاجم توعدهن بعواقب وخيمة. ورأت الممرضات في المذكرة أن دخول المرضى النفسيين والمعتلين عقلياً يتكرر كثيراً في المركز من دون أي رادع أو مانع مما يعرضهن لمخاطر كبيرة، مشيرات إلى أنهن أصبحن عرضة للتهجم من قبل ضعاف النفوس أثناء خروجهن من منازلهن، وأن الموقع غير آمن. وفي السياق ذاته، حصلت «الحياة» على نسخة من محضر الجولة التفتيشية، الذي أشار إلى أن مبنى المركز مستأجر، وفي وضع سيئ، على عكس قسم النساء في الدور الأول منه، وقسم الرجال، والإدارة وقسم الأسنان في الدور الثاني، وأوضح أن جهاز ال cbc متعطل منذ ثلاثة أشهر، إضافة إلى كثرة الأعطال في أجهزة المركز الأخرى. ولا تزال شرطة ينبع تواصل عمليات البحث والتحري عن المهاجم المسلح، الذي اعتدى على إحدى الممرضات داخل المركز الصحي في حي العصيلي العشوائي، قبل أيام عدة، واستطاع حينها أن يقيد حركة إحداهن بواسطة مسدس كان يحمله، من دون أسباب واضحة، في ظل عدم معرفة الممرضة وزميلاتها بالمعتدي، وأكد المتحدث الإعلامي لشرطة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام ل «الحياة» حينها صحة الحادثة، موضحاً أن شرطة ينبع لا تزال تبحث عن الجاني. وتحصلت «الحياة» على معلومات جديدة في قضية الهجوم المسلح الذي تعرضت له ممرضة سعودية قبل أيام في مركز صحي العصيلي بينبع، الذي لا تزال جهات الاختصاص تبحث فيه عن الجاني. ففي تطور جديد، تحدثت إلى «الحياة» المسؤولة عن الصيدلية الممرضة الفيليبينية «أليس»، مبينة أن مهاجم الممرضة السعودية، زار الصيدلية من ناحية القسم النسائي، وطلب منها رقم جوالها للتواصل معها، إلا أنها قامت بطرده من أمام نافذة الصيدلية، ورغم رفضه التحرك بعيداً إلا أنها لم تعره انتباهاً بعده، إذ كان عدد من المرضى النفسيين يقفون طلباً لأدويتهم من الصيدلية، مشيرة إلى أن موقعها لا يكاد يخلو من مضايقات مستمرة. وذكرت «أليس» أنه بعد طرده للمرة الثانية بثلاث دقائق سمعت صرخات استغاثة زميلاتها من داخل المركز، لكنها لم تعر الأمر أي انتباه، ورأت أنه ربما يكون هناك مريض في حالة هياج، وقالت إن المركز يتعرض لدخول كثير من المرضى النفسيين، وأنهن يتعرضن للقذف بالحجارة والسباب وهو أمر ليس بالجديد، على حد قولها. وقالت عن مواصفات المهاجم أنه يبدو ك «جنتل مان» بحسب وصفها، لكنه يظهر عليه الخوف من العودة إلى المركز من جديد. يذكر أن الممرضة السعودية «أم فراس» أوضحت حينها ل «الحياة» أنها لم تكمل عامها الأول في مهنة التمريض، وأنها تعرضت وزميلاتها لحادثة اعتداء مسلح، مبينة أن حادثة الاعتداء أدخلتها في دوامة نفسية صعبة، وقالت إن الحادثة تمت في وقت لم يكن فيه مراجعون كثر في المركز، وأنها كانت في مكتب الملفات قبل حدوث الاعتداء بدقائق وتسلمت حينها ورقة استبانة من مشرفة المركز التي طلبت منها تعبئتها، وكانت زميلاتها في غرفة الملفات يمارسن عملهن، وبعد تعبئة الاستبانة ذهبت لتسليمه للمشرفة وعند خروجها من غرفة التطعيم في الممر لاحظت رجلاً وتوقعت أنه مخطئ، وطلبت منه بأدب أن يغادر المكان. وأضافت «حاولت إقناع الرجل بالخروج ورفعت صوتي للفت انتباه الزميلات، بيد أنه تلقفني من الخلف وخنقني بيده اليسرى، ووجه المسدس بيده اليمنى إلى رأسي، ما استدعاني أن أصرخ بقوة، وتحركت الممرضات ووصلن إلى الممر، ووجه المسدس على زميلاتي، ثم رماني على الأرض وغادر المكان».